النظام البرلماني... هناك من يعتقد أن الوقت ملائم الآن لطرح مسألة تحويل دستور الكويت إلى النظام البرلماني، علماً بأن النظام الدستوري الحالي انتقد النظامين الرئاسي والبرلماني، ونص على نظام وسط بينهما. وقد بينت المذكرة التفسيرية للدستور أن هذا الطريق الوسط «اقتضاه الحرص على وحدة الوطن واستقرار الحكم»، وقالت إن «النظام الرئاسي إنما يكون في الجمهوريات، ومناط قيامه كون الرئيس منتخباً من الشعب». وأضافت: «ولعل بيت الداء في علة النظام البرلماني يكمن في المسؤولية الوزارية التضامنية أمام البرلمان، وهي التي يخشى أن تجعل من الحكم هدفاً لمعركة لا هوادة فيها بين الأحزاب، بل تجعل من هذا الهدف سبباً رئيسياً للانتماء إلى هذا الحزب أو ذاك». ثم انتهت إلى النص: «لذلك كله كان لا مفر من الاتعاظ بتجارب الدول الأخرى والخروج بالقدر الضروري من النظام البرلماني البحت».

إذاً، ففي النظام البرلماني يكون الحكم وتشكل الحكومة من الأحزاب في البرلمان، بينما في الكويت الأمير رئيس الدولة هو الذي يشكل الحكومة على النحو الذي يرتئيه دون الحاجة إلى قرار بالثقة من المجلس، كما نصت على ذلك المادة 57 والمذكرة التفسيرية، ومن ثم يمارس الأمير سلطاته بواسطة وزرائه، لذلك لا يستقيم هذا النظام مع الوضع الكويتي.

Ad

وقد قمت ببيان هذا المبدأ الدستوري في مقالات سابقة عندما طالب بعض أعضاء مجالس الأمة الأخيرة بالحكومة البرلمانية أو الحكومة الشعبية، ومن الواضح أن هذه المطالبة لم تكن لتحقق القبول في المجلس، ولن تحقق القبول الآن بل هي أبعد.

***

محشوم يا محمد صلاح

أزعجني وصف بعض المعلقين في القنوات والصحف الرياضية لمحمد صلاح بـ «الفرعون»، وذلك على سبيل المدح والقوة، وهو وصف قبيح لهذا اللاعب العربي المصري المسلم الفذ، فكيف يصفونه بلقب فرعون رأس الكفر؟!

وقد بيَّن الله تعالى كفر فرعون الذي «قال أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ»، وإنه «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ»، وهو مجرم قاتل «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ»، وانتهى فرعون بهزيمة مخزية في قاع البحر.

وحتى عندما أخرج حاكم مصر نبي الله يوسف من السجن، وجعله على خزائن الأرض وصفه الله بالملك، ولم يطلق عليه اسم فرعون.

هل يصح أن نطلق على اللاعبين الموهوبين أسماء الكفار والطغاة لمجرد أنهم كانوا حكاماً وأسياداً؟! مثلاً هل يجوز أن نطلق على لاعب عراقي ممتاز لقب النمرود حاكم العراق الذي حاول حرق نبي الله إبراهيم؟! وهل يجوز أن نطلق على لاعب سعودي كبير لقب «أبوجهل» لأنه كان سيداً من سادات مكة؟!

محمد صلاح لاعب مصري عربي مسلم متدين له أعمال خيرية وأيادٍ بيضاء يحبه الجميع، وليس فرعون.