مسلسل التطبيع، حالة مستمرة من الترويج والتسويق والفذلكات والتي تحاول أن تظهر كل يوم بشكل جديد ولباس مختلف، ، ، ، ، والغاية واحدة وأد المقاومة والقبول بالخنوع والإستسلام تحت غطاء السلام وتقوية واقع التطبيع ومده مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، ، ، ، ولكن هيهات.
فالمقاومة يا سادة يا كرام لم تكن يوما مرتبطة بدولة ولا بنظام بعينه بل ولا حتى متوقفة على تجمع قومي أو أقليمي، ، ، فالمقاومة ببساطة سلوك فردي يتحول لمسار شعبي واسع وهي كذلك اليوم، في عقل وعقيدة كل فرد وكل شعب الدولة المحتلة، وفي عقل وعقيدة كل أفراد وشعوب الأمة التي تقع أي دولة من دولها تحت براثن إحتلال غاصب، وهو الحال لوضع إحتلال فلسطين من الكيان الصهيوني اللقيط والذي تباركه وتدعمه قوى دولية على مدى قرن من الزمان، ولم يغيير ذلك من الحال في شيء فكل فرد من الأمة العربية والإسلامية وكل شعوبها متجذر في عقلها وعقيدتها حق المقاومة لهذا الكيان اللقيط والفاشي! فما فشل عن تحقيقه ومعه القوى المؤيدة له عبر ما يزيد على ثمان عقود من الزمان وعبر أربعة أجيال مضت لن يحققه في قادم الأيام والسنوات والعقود.
ففلسطين، في وجدان كل فرد وفي عقله وفي عقيدته، أرض عربية مسلمة، وهو شعور الشعوب العربية والإسلامية، نعم، فلسطين استقطعت بفعل دول كبرى ولا زالت، ولكنها عزيزة عليهم فهي أرض المقدسات والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومنطلق إعراجه للسماوات العلى، ولن يفرط بها فرد ولا شعب مسلم، تحت أي مسمى أو شعار أو مسلك، ودليل ذلك حالة الغضب الواسعة والعارمة في شريان الفرد والشعوب العربية والإسلامية في مواجهة مذابح غزة وأبادتها وجرائم تدميرها وتهجير أهلها، فكانت المقاطعة الواسعة لكل من يدعم الكيان الصهيوني ويسانده خير برهان وأبلغ دليل على أن المقاومة حالة شعبية متجذرة لا ترتبط بدولة ولا بنظام.
ولا عزاء لتيار مد التطبيع وأبواقه، والذي فشل في الماضي والحاضر وسيفشل بالمستقبل، وهاهو يحاول اليوم الترويج للتطبيع بفذلكة جديدة بتسريب صوتي للراحل جمال عبدالناصر يذكر فيه - التسريب الخبيث- بعدم جدوى المقاومة وأنه لا بديل عن السلام والتعايش مع الكيان الصهيوني المغتصب لأن وراءه قوى عظمى! وهو هراء وكذب وإفلاس!!!
وقد فات التيار التطبيعي الخبيث والتآمري أنه فشل، بعد النجاح الشعبي الجارف - على إمتداد الأمة العربية والإسلامية - من خلال المقاومة التي تجسدت بالمقاطعة والمظاهرات السلمية العارمة والفزعة بمواقع التواصل الإجتماعي والتبرعات لصمود الفلسطيني في غزة والضفة وكل فلسطين.
***
الحس الوطني بإصلاح ما أفسده الدهر
أما على المستوى الوطني الكويتي، فلا بد أن نستعيد التاريخ القريب لحالة التصحيح الوطنية التي دشنها سمو أمير البلاد مشعل الحزم والعزم حفظه الله.
فالمراجعة السريعة لخطابات سمو الأمير منذ 22/ 6/ 2022 (حينما كان وليا للعهد)، وحتى خطابه في رمضان 2025، ولعل أبرز تلك الخطابات منذ ذلك الحين خطابه يوم أداءه اليمين الدستورية في ديسمبر 2023 ونطقه السامي في إفتتاح مجلس الأمة في 2024
فقد شخص سموه في تلك الخطابات الخلل والتجاوزات والإنحرافات الحكومية والبرلمانية، بل ذكر سموه ونبه وحذر لضرورة الحفاظ على المصلحة الوطنية العليا وعدم تجاوز القوانين وعدم الإرتجال التشريعي والكف عن النيل من الهوية الوطنية، والهدر للأموال العامة والتجرؤ عليها!
لكن لم تكن هناك آذان صاغية ولا قلوب واعية ولا عقول متأنية!!
بل كان هناك عناد وقد صاحبه تهور وتطاول ورافقه تستر وتبرير للتزوير والتجاوز على الهوية الوطنية!! كل تلك الأمور كانت تتفاقم وتتكرس ممارساتها المتهورة ومخالفات وتجاوزات على القوانين، با وتدافع للتستر على التزوير ولتبريره بل التوسط من أجل غلقه، حتى بلغ السيل الزبى وضاع البلد!
فكان لا مفر بعد كل تلك التحذيرات! أن تأتي خطوة الإصلاح الجذري الذي قرره صاحب السمو بدافع من الحرص والمسئولية وحماية للوطن وحفاظا على هويته الوطنية بحل مجلس الأمة وتعطيل بعض أحكام الدستور حتى تدور عجلة الإصلاح.
وأعيد تكرار رأيي المنشور في مايو 2024 بأن الحل لتحقيق الإصلاح المنشود ليس بتعديل الدستور ولكن بتعديل خمس قوانين أساسية تحقق الغاية ذاتها، وهي قانون الجنسية والإنتخابات واللائحة الداخلية لمجلس الأمة وقانون القضاء وعلى الأخص للمحكمة الدستورية وقانون مكافحة الفساد وتعارض المصالح، وقد بدأ تعديل أولها ونحتاج لاستكمال غرس الحس الوطني بالإصلاح.