الميكروبات موجودة حولنا، شئنا أم أبينا، لا محالة، شاملة البكتيريا والفيروسات والفطريات، فهي جزء لا يتجزأ من منظومتنا وحياتنا اليومية. ولتداخل الإنسان مع هذه العناصر الحيوية، وَجَبَ معرفة مسألة مهمة، وهي مدى تأثرنا بوجود هذه الكائنات حولنا، وهل ستكون ذات تأثير على الصحة العامة ونقل الأمراض مثلاً، أم أن وجودها كجسيمات غير فاعلة، ودون تأثير، هو الأمر الغالب على المسألة؟

الميكروبات تتواجد على الأسطح، ولفترات متفاوتة، وفق نوع السطح ذاته، أو نوع الميكروبات، قد تمتد لدقائق أو ساعات، أو حتى لأيام، لكنها بالأخص إن كانت من الفيروسات تكون خاملة دون تأثير كبير على مَنْ يلامسها. ومن هنا بدأ النقاش، وبدأت المناظرات العلمية والأبحاث الدقيقة في هندسة وعلم المواد حول فاعلية ما إذا كان فيروس كورونا المُستجد، الذي سبَّب الجائحة العالمية الأخيرة، ذا جدوى وتأثير على الأسطح بكل أنواعها أم لا.

Ad

من هذه النقطة بدأ النقاش عمَّا إذا كان من الممكن القضاء على هذا الفيروس عَبْر آليات ذات فاعلية عالية وممنهجة تعمل من خلال عدد من التقنيات المتنوعة للقضاء على الميكروبات بشكل تلقائي. وقد كان، حيث بدأ الباحثون حول العالم العمل على عدة أفكار وتقنيات، لتتكوَّن وتتبلور مجموعة من الفرضيات والإثباتات والتقنيات العلمية للأسطح المقاومة للفيروسات على غرار الابتكارات التكنولوجية السابقة في الأسطح المقاومة للبكتيريا.

وقد لا يعلم الجمهور والشارع العام أن براءة اختراع سُجِّلت هنا في الكويت لمشروع بحثي علمي لفريق تخصصي صاحب فكرة تبلورت وأصبحت واقعاً اليوم في ذات الموضوع.

سُجِّل هذا الابتكار العلمي الفريد من نوعه، لأنه قام بتطوير مُنتج جديد بالكامل من راتنجات اللدائن الحرارية، والتي نجم عنها مع الأيام أنواع من المُعاد تدويره بالأصل، هو نفاية بلاستيكية وعناصر أخرى كانت لبلاستيك قابل للتحلل الحيوي.

ومن هنا تأتي المنافع البيئية لهذا الابتكار، بحيث تكون المسألة مفيدة للبيئة، والتخلص من النفايات الصلبة والاستخدام الأمثل لها في إطار اقتصادي متكامل ودائري. هذه اللدائن تُطلى بمواد نانوية لمعادن عدة تقضي على بروتينات الفيروسات وأغلفة البكتيريا، وعليه أصبحت ناجعة ضد كورونا وغيرها من الميكروبات.

الجدوى الحقيقية من هذا العمل العلمي، علاوة على الصحة العامة وتحقيق أفضل ما يمكن تحقيقه للحفاظ على أرواح البشر، هي العامل البيئي والاقتصادي العالي والناجع.

يُتوقع أن نرى في قادم الأيام ابتكارات عدة في هذا المجال تدخل حيِّز التنفيذ، ويُصبح أمر الأسطح المقاومة واقعاً جميلاً جداً يحافظ على الأرواح والبيئة معاً.