أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، وقف إطلاق النار في أوكرانيا مؤقتاً أثناء احتفال المسيحيين بعيد القيامة، الذي ينتهي منتصف ليل الأحد ـ الاثنين وسط إشارات متضاربة من واشنطن، إذ حذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، من أنّ واشنطن قد تسحب وساطتها بين موسكو وكييف في غضون أيام ما لم يحقق تقدم سريع، وهو تصريح يتفق مع ما قاله وزير خارجيته ماركو روبيو في باريس، بعد لقاءات مع مسؤولين أوروبيين وأوكران لكنه يتناقض مع تصريحات نائب الرئيس جي دي فانس، الذي عبر، أمس الأول، في روما عن تفاؤله بإنهاء الحرب في أوكرانيا.

ونقلت الخدمة الصحافية للكرملين عن بوتين قوله في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان العامة فاليري غيراسيموف أمس: «أعلن الجانب الروسي مدفوعاً بالاعتبارات الإنسانية هدنة بمناسبة عيد الفصح اليوم اعتباراً من الساعة 1800 وحتى منتصف ليل الأحد. أوجه أوامري بوقف جميع الأعمال العسكرية في هذه الفترة».

Ad

وأضاف بوتين: «نعتقد أن الجانب الأوكراني سيحذوا حذونا. وفي نفس الوقت يجب أن تكون قواتنا مستعدة لصد انتهاكات محتملة للهدنة واستفزازات من العدو، أو أي من أعماله العدائية».

ونقل عن الرئيس الروسي قوله إن «أفعال أوكرانيا خلال الهدنة ستُظهر استعدادها للتوصل إلى تسوية سلمية»، وأن «روسيا دائماً مستعدة للمفاوضات وترحب برغبة أميركا والصين ودول أخرى في التوصل إلى تسوية عادلة بشأن أوكرانيا».

واتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا أمس، بمهاجمة منشآت طاقة روسية 10 مرات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وتوسطت الولايات المتحدة في مارس الماضي في اتفاق بين أوكرانيا وروسيا لوقف تبادل الهجمات على البنى التحتية للطاقة لمدة 30 يوماً. ويتبادل الطرفان منذ ذلك الحين الاتهامات بانتهاك الاتفاق. ورداً على سؤال عما إذا كان تعليق قصف منشآت الطاقة انتهى، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أمس الجمعة إن شهراً مضى بالفعل لكن لم تصدر أوامر من بوتين بتغيير الموقف الروسي.

وجاء الإعلان عن وقف النار نفس اليوم الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أن قواتها صدت القوات الأوكرانية من أحد آخر معاقلها المتبقية في إقليم كورسك الروسي. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية سيطرت على قرية أوليشنيا الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.

وخلال مخاطبته بوتين، قال رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف في تصريحات متلفزة: «في أنحاء منطقة كورسك حيث شنّت القوات المسلّحة الأوكرانية توغّلا، الجزء الأساسي من الأراضي... بات محرّرا. أي 1260 كيلومتراً مربعاً، أو 99.5 بالمئة».

الى ذلك، يبدأ سلطان عمان هيثم بن طارق زيارة «دولة» إلى روسيا غداً الاثنين تستغرق يومين. وقال ديوان البلاط السلطاني، في بيان أصدره أمس، إن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعزيزاً لعلاقات التعاون بين سلطنة عمان وروسيا بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين. وتأتي الزيارة بعد زيارة مماثلة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وفي وقت تتوسط مسقط في المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة. وأفادت تقارير بأن روسيا لعبت دوراً في إقناع إيران بالعودة إلى المفاوضات على ضوء التقارب بين واشنطن وموسكو.