إذا كانت 2025 سنة عادية في عدد أيامها فإنها كبيسة بكل ما تحمل معاني الكلمة للكرة الكويتية بعدد نكباتنا، بعد أن اكتملت حلقات مسلسل الفشل لها بخسارة القادسية نهائي أبطال الخليج أمام دهوك، وخروج العربي من الدور قبل النهائي لكأس التحدي الآسيوي، بسقوطه الذريع أمام أركاداغ التركمانستاني، ليلحقا بذلك بمنتخبنا الوطني الذي فقد فرصة التأهل لكأس العالم 2026، وقبله كان نادي الكويت خرج من الدور الأول لدوري أبطال آسيا.

وإذا كانت سنة 2025 عادية في رزنامة التواريخ، فهي استثنائية في دفتر الأعذار الكروي الكويتي، حيث تمكنّا من تحطيم أرقام قياسية، ولكن بالعكس، فقد دخلنا الموسم الكروي مثل من يدخل مطعم خمس نجوم بطموح التذوق، وخرجنا منه بفاتورة باهظة وطعام لم يصل أصلاً.

Ad

القادسية، الذي كان يُمنّي النفس بأن يعيد الأمجاد، خسر أمام دهوك، الفريق الذي لا يعرف كثيرٌ من الجماهير موقعه على الخريطة إلا بعد أن دوّنه التاريخ كبطل، على حسابنا طبعاً. أما العربي فقدّم مباراة من نوع «كيف تخسر دون أن تجهد خصمك»، وجعل فريق أركاداغ يبدو كأنه برشلونة أو باريس سان جرمان، وهو لا يملك حتى حساباً على منصات التواصل الاجتماعي!

أما منتخبنا الوطني فحدّث ولا حرج، فقد اختصر المشوار الطويل نحو كأس العالم إلى رحلة قصيرة انتهت في محطة «آسف، ليس هذا العام، ولا الذي يليه». والجميل في القصة أن الجميع كان يتحدث عن الإعداد والتطوير، ثم دخلنا التصفيات بأسلوب «يلا نجرّب».

حتى نادي الكويت، الذي بدأ مشواره قبلهم جميعاً في دوري أبطال آسيا 2، ظنّنا أنه سيحمل لواء العودة، فإذ به يغادر من الباب الخلفي للدور الأول، وكأن المشاركة كانت «واجب اجتماعي» أكثر من كونها تحدياً رياضياً.

وبين كل هذه النكبات الكروية ستجد التصريحات المعتادة «المستقبل أفضل»، و«نحن نستفيد من التجربة»، و«الهزائم تصنع الأبطال» و«من له ماضٍ حتماً سيعود»، وهي جمل تصلح لحملة تحفيزية في «دورة تطوير الذات» أو «مجموعة دعم نفسي» أكثر من كونها تبريراً لفشل مزمن وإحباط صار ملازماً للجماهير.

لكن الغريب أن كل فرقنا، من المنتخب إلى أنديتنا «الكبيرة»، تدخل المباريات وكأن الخصوم فرق خارقة من كوكب آخر! نحترمهم لدرجة أن ننسى كيف نلعب، وكأن الخطة هي «خلّ الخصم يسجل أولاً، وبعدين نفكر نلعب!». لكن ما إن يتأخر الفريق بالنتيجة حتى يبدأ في الهجوم وكأن أحداً ضغط زر «تفعيل الوضع الطبيعي»، فنكتشف فجأة أننا كنا قادرين على مجاراتهم، وربما التفوق عليهم، لولا أننا بدأنا المباراة ونحن نرفع راية الاستسلام البيضاء!

بنلتي

سنة 2025 رياضياً تشبه الساعة اللي تطفي فجأة في نص المباراة، ما تدري هي اختربت، ولا أصلاً نسوا يضبطونها! خسائر بالجملة، وتخطيط كأننا نعمل بنظرية «خلّ الأمور تمشي وبعدين نفكّر». باختصار، كرتنا محتاجة إعادة تشغيل، أو على الأقل، مسؤولين يعرفون أن «كأس التحدي» ليس اسماً لمسابقة ترفيهية في مخيم أو دورة رمضانية.