أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد زيارة الى روسيا، اليوم، عقد خلالها مباحثات سياسية واقتصادية وتجارية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤشر جديد على أن عزلة روسيا الاقتصادية بسبب حرب أوكرانيا بدأت تتآكل على وقع تقارب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب معها.
وجاءت الزيارة وسط اضطرابات جيوسياسية أحدثتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما في ذلك الحرب التجارية التي أربكت الأسواق، والتي تعد روسيا بمعزل عنها.
كما جاءت وفي وقت تنشط الدبلوماسية الخليجية على خط موسكو، فقد استضافت السعودية المفاوضات بين موسكو وواشنطن حول تطبيع العلاقات الثنائية بينهما وإنهاء حرب أوكرانيا، وفي حين نجحت الإمارات وقطر أكثر من مرة في صفقات تبادل سجناء وأسرى بين موسكو وكييف.
وعلى هامش الزيارة، قال مسؤول روسي، إن بلاده وقعت مع قطر اليوم، اتفاقية تساهم بموجبها كل دولة بمليار يورو (1.14 مليار دولار) إضافية في صندوق استثماري مشترك. وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي «هذه اتفاقية لتوسيع منصتنا الاستثمارية مع قطر بمبلغ يقارب ملياري يورو.. مليار يورو من كل جانب. وهذا سيسمح لنا باستثمار المزيد، وجذب المزيد من الاستثمارات القطرية إلى مشاريع مختلفة في روسيا». وزار دميترييف واشنطن قبل اسابيع لبحث تطبيع العلاقات الأميركية ـ الروسية.
وبعد يومين من استقباله الرئيس السوري أحمد الشرع، سعى الشيخ تميم الى تقريب وجهات النظر بين دمشق وموسكو، مؤكداً أن إدارة دمشق الجديدة تريد بناء علاقات ايجابية مع روسيا.
وذكر أمير قطر أنه تحدث مع الشرع في الدوحة بين أمور أخرى، عن «العلاقة التاريخية الاستراتيجية» بين روسيا وسورية، وأكد أنه «حريص على بناء علاقة بين البلدين تقوم على الاحترام ومصالح الشعبين».
وأشار أمير قطر إلى أن سورية تمر الآن بمرحلة «دقيقة وحساسة»، وأنه «من مصلحة الجميع» دعم توجهها نحو الحفاظ على واحدة أراضيها والسلم الأهلي فيها.
وأبدى بوتين، خلال استقباله تميم استعداده لبذل كل ما يلزم لضمان بقاء سورية ذات سيادة مستقلة تتمتع بوحدة أراضيها واقترح «تقديم مساعدة مشتركة لشعب سورية للتصدي للمشاكل الكثيرة، سواء على المستوى السياسي أو من حيث ضمان الأمن، أو من الناحية الاقتصادية البحتة».
وعن غزة، قال الشيخ تميم، الذي يعد الوسيط الرئيسي في مفاوضات إنهاء حرب غزة، «توصلنا إلى اتفاق قبل عدة أشهر ولكن مع الأسف إسرائيل لم تلتزم به وسنسعى لتقريب وجهات النظر إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني».
في المقابل وصف بوتين قطر بأنها من أهم شركاء روسيا في المنطقة وأشاد بجهودها الجادة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، واعتبر أن سقوط القتلى في هذا النزاع «مأساة»، مضيفاً أنه «لا يمكن التوصل إلى تسوية طويلة الأمد إلا على أساس قرار الأمم المتحدة، وقبل كل شيء، على أساس إقامة دولتين».