بعد معارك ضارية مع القوات الروسية في ظل طقس شتوي شديد البرودة، اقتربت القوات الأوكرانية من استعادة مدينة استراتيجية صغيرة تعتبر «بوابة الشرق»، وسط تأكيد القيادة أن هدفها الرئيس استعادة المناطق التي ضمها «الكرملين»، أبرزها دونباس ولوغانسك.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المعارك اندلعت حول مدينة كريمينا شرق أوكرانيا، أمس الأول، في حين كافح الروس للدفاع عن بعض مكاسبهم التي تحقّقت في الحرب.

وتُعتبر المدينة الصغيرة استراتيجية باعتبار أنها بوابة لمدينتين أكبر في الجوار؛ سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك، وهما مركزان صناعيان مهمان بمنطقة دونباس الشرقية التي سيطرت عليها موسكو بعد حملة صيفية مكلفة.
Ad


وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، عن كريمينا ومناطق أخرى في شرق أوكرانيا، خلال خطابه الليلي، إن «الوضع هناك صعب وخطير، ويستخدم المحتلون جميع الموارد المتاحة لهم للضغط بهدف تحقيق بعض التقدم».

تثبيت مكاسب

وفي ظل غياب الدبلوماسية، كان الجيشان الأوكراني والروسي يكافحان ضد بعضهما وسط طقس شتوي شديد البرودة، للاستيلاء على المزيد من الأراضي وتثبيت ما تم كسبه.

وبدأت حملة أوكرانيا لاستعادة كريمينا في الخريف، وانتهت قواتها من اجتياح منطقة خاركيف الشمالية الشرقية وتحولت جنوبًا للتركيز على لوغانسك، التي كانت بالكامل تقريبًا تحت السيطرة الروسية.

واستولت القوات الروسية على كلا المكانين بعد وقت قصير من بدء غزوها الشامل وقطعت الجسور العائمة فوق نهر دنيبرو وبنت طبقات من الخطوط الدفاعية لدعم الجبهة. إلى ذلك، تخوض أوكرانيا وروسيا أيضا قتالا على بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب الغربي في منطقة خيرسون، حيث طردت القوات الأوكرانية نظيرتها الروسية من العاصمة التي تحمل الاسم ذاته، لكن «الكرملين» لا يزال يسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي.

وأعلن «الكرملين» رفضه خطة سلام مؤلفة من 10 نقاط وضعها زيلينسكي، مؤكداً أنها يجب أن تأخذ في الاعتبار ما أسماها «حقائق اليوم» فيما يتعلق بالمناطق الأوكرانية الأربع التي ضمها في سبتمبر الماضي، وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا.

ووفق رئيس وزراء أوكرانيا، دنيس شميغال، فإن نصف منشآت الطاقة تعطلت بسبب القصف ونحو 35 ألف منشأة توقفت منذ بداية الحرب.

وأوضح النائب الأول لوزير الداخلية، يفغيني ينين، أن خاركيف هي الأكثر تضرراً و112 من قراها معزولة، وأكثر من 500 بلدة باتت من دون كهرباء مع تواصل روسيا في مهاجمة البنية التحتية.

من ناحيته، أعلن رئيس الإدارة العسكرية بخاركيف أوليغ سينيغوبوف أمس، أن أقل من 2% من أراضي المنطقة ما زالت تحت سيطرة موسكو، والقوات الأوكرانية ما زالت على اتصال بها، والإجراءات ما زالت جارية لتحقيق الاستقرار في الأراضي المحررة بالمنطقة.

في غضون ذلك، ناقش زيلينسكي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مسألة تزويده بأنظمة دفاع جوي. وقال: «إننا نتصرف بانسجام، وأعتقد أن الدعم الإيطالي سيسمح لنا بتقوية دفاعاتنا وحماية سمائنا».

حرب ومناورات

وفي ظل المخاوف من وقوع حرب نووية، يقول مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي كاميل غراند «هي المرة الأولى منذ بداية العصر النووي التي تستخدم فيها قوة نووية واقع امتلاكها لهذا السلاح وتشنّ حرباً تقليدية مستظلّة بالقوة النووية».

وبينما لم تتردّد قنوات تلفزيونية روسية في استحضار احتمالات توجيه ضربة نووية على باريس أو نيويورك، أكد دبلوماسي روسي سابق أنّ بوتين «سيضغط على الزرّ» إذا اعتبر أنّ روسيا مهدّدة بالاختفاء.

«التفاعل البحري 2022»

على صعيد آخر، استكملت روسيا والصين مناورات بحرية في بحر الصين الشرقي بعد أسبوع من تدريبات مشتركة تضمّنت التدرب على كيفية الاستيلاء على غواصة معادية بقنابل في العمق وإطلاق نيران المدفعية على سفينة حربية.

وذكرت وكالة شينخوا أن التدريبات التي جرت من 21 إلى 27 ديسمبر تحت اسم «التفاعل البحري 2022» شملت الأسطول الروسي في المحيط الهادئ، وأجريت في المياه قبالة تشوشان وتايتشو بمقاطعة تشجيانغ الصينية. وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن «مفارز السفن الحربية التابعة لأسطول المحيط الهادئ والقوات البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني أكملت المهام العملية في إطار التدريبات البحرية الثنائية».

وأضافت: «اشتركت سفن البلدين، بدعم من الطيران المضاد للغواصات، في البحث عن غواصة لعدو مفترض، وأطلقت وابلا من القنابل في العمق».

ونشرت الوزارة مقطع فيديو يظهر مجموعة من السفن الحربية الروسية والصينية في بحر الصين الشرقي، وتحدث خلاله بحارة روس إلى نظرائهم الصينيين بلغة الماندرين وظهرت فيه سفن روسية تطلق الصواريخ.