أول العمود: تغليظ عقوبات قانون المرور مطلوب... لكن المطلوب أيضاً قياس حجم المخالفات وعدد الوفيات بعد تطبيقه... تطوير الطرق كذلك داخل في الحسبة.

***

Ad

للتوضيح، فإن لفظ «صيانه»- أعزكم الله - وبحسب شرح أ. خالد الرشيد في موسوعته الغنية «اللهجة الكويتية»، يُطلق على الترسبات الطينية والعضوية الناتجة عن ركود المياه والتسبب في روائح نتنة.

تابعنا الأسبوع الماضي جولة مسؤولين في دوائر حكومية لمنطقة جليب الشيوخ للوقوف على أكثر مناطق الكويت تدهوراً، وقد تكون هذه الزيارة هي العشرين أو الثلاثين لمسؤولين سابقين مَرّوا هناك!

عموماً، كَفانا المسؤولون الذين زاروا المنطقة وصف جليب الشيوخ بشكل جيد كما قال أحدهم بأنها «دولة داخل دولة». والحقيقة أن التأخير في حل مشكلة هذه المنطقة التي تشكل بؤرة للإخلال بالأمن بات غير مقبول بالنظر للتغييرات المدنية والتنموية التي طرأت حولها وبعضها تم في السنوات القليلة الماضية وهي:

1- مناطق تجارية وحرفية: الفروانية، والضجيج، والعارضية الصناعية.

2- مناطق سكنية: إشبيلية، وعبدالله المبارك.

3- منشآت ضخمة: مباني المطار، وجامعة صباح السالم، واستاد جابر الرياضي، ومباني التعليم التطبيقي والتدريب.

بلغ عدد سكان الجليب نحو 268 ألفاً عام 2023، وكان حوالي 324 ألفاً في عام 2019، ويبدو أن زمن وباء كورونا ساهم في إنقاص هذا العدد، ويشكل المواطنون القاطنون فيها ما نسبته 1.5 في المئة.

ما المطلوب لتغيير واقع المنطقة المؤسف؟

تفعيل قانون الاستملاك، وتسليم المدن العمالية، ووقف توافد العمالة غير الماهرة أمور أساسية لتغيير حال المنطقة المنكوبة، وستتحول إلي جوهرة كما وصفتها عضو المجلس البلدي م. علياء الفارسي، لأنها فعلاً كذلك، لكنها ومنذ عقود أصبحت «دانه بصيانه» كما قال الفنان علي المفيدي في أحد أعماله الكوميدية!

أخيراً، نُذَكّر بفكرة «المثلث الذهبي» الخاصة بتطوير الجليب للمبادر الشاب ناصر البرغش التي طواها النسيان!