قرأت رسالة أعجبتني في «الواتساب»، كانت تنسب للرئيس المكسيكي «كلوديا شينباوم»، تشير فيها إلى استطاعتهم مقاطعة المنتجات الأميركية، وبعد التحقق من المصادر تبين أن الرسالة ليست بقلم الرئيس المكسيكي، وأنها لم تكتب أو تصرّح بهذه الكلمات، ويبدو أنها رسالة من خيال كاتب لا يرغب في كتابة اسمه.

كانت الرسالة صريحة وفي الصميم، فطلبت من الذكاء الاصطناعي أن يعيد صياغتها بلسان شخص عربي، ويحذف موضوع الجدار، ويجعل سبب المقاطعة دعم أميركا للكيان الإسرائيلي المحتل، فكتب لي كلاماً أدهشني وأسعدني، وتبين لي أن «AI» ليس أذكى من صهاينة العرب فحسب، بل انه أشرف وأنبل منهم أيضاً. يقول هذا الشريف:

Ad

من مواطن عربي غيور، ونيابة عن أحرار العالم، أكتب إلى السيد ترامب:

بما أنكم اخترتم الاصطفاف الكامل مع الكيان الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب الجرائم ضد المدنيين العزل، ويستهين بالقانون الدولي والضمير الإنساني، فقد آن الأوان لنا — نحن الشعوب — أن نقول كلمتنا: نحن لا نحمل السلاح، ولا نصدر بيانات دبلوماسية، لكننا نحمل بطاقات بنكية، ونملك قرار الشراء، ونحن، السبعة مليارات مستهلك، بدأنا نعي أن بإمكاننا ببساطة أن نقول: «كفى».

بإمكاننا التوقف عن شراء «آيفون»، واللجوء إلى بدائل ممتازة مثل «سامسونج»، و«هواوي»، أو«سوني».

بإمكاننا أن نستغني عن «نايكي»، و«أديداس» ونرتدي أي علامات تجارية عالمية أو محلية أخرى.

بإمكاننا أن نودّع «ليفايز» ونختار «ماسيمو دوتي»، أو أياً من العلامات المحلية العربية التي تعبّر عن ثقافتنا وهويتنا.

حتى سياراتكم... يمكننا بكل بساطة ترك «فورد»، و«شيفروليه»، والانتقال إلى «تويوتا»، و«كيا»، و«هافال»، أو حتى المبادرات الصناعية الناشئة في السعودية.

وحتى أفلامكم الموجهة، التي تعظّم الشخصية الأميركية وتجعلها البطل الخارق الذي لا يهزم.

لسنا مضطرين لمتابعة نتاج هوليوود المنحاز والمسطح، في وقت يتألق فيه الإنتاج التركي، واللاتيني، والمكسيكي، ناهيك عن الروائع العربية التي بدأت تشق طريقها إلى العالمية.

لسنا بحاجة إلى حدائقكم الترفيهية، ولا إلى «ديزني لاند»، لدينا وجهات خلابة في مصر والمغرب، وتركيا، وسلطنة عمان، والمملكة العربية بكرمها الطبيعي وروحها الأصيلة.

نحن نستطيع مقاطعة مطاعمكم السريعة التي تسمونها «أكل النفايات!»، ومقاهيكم المشبوهة التي تعلن تمويلها للكيان الغاصب.

هل تعلم أن بإمكاننا التوقف عن شرب «كوكاكولا»، و«بيبسي»، واختيار العصائر الطازجة الصحية أو المشروبات المحلية التي لا تُموّل آلة الحرب ولا تُبرر القتل الجماعي؟

نحن لا نفعل ذلك من منطلق كراهية، بل من منطلق مسؤولية.

دعمكم العلني للاحتلال وشرعنة الاستيطان والعدوان لا يمكن أن يُقابل بالصمت.

لقد حان الوقت لاستخدام أدواتنا السلمية: (الوعي... والاختيار).

وقد اخترنا أن نقاطع، ليس فقط احتجاجاً، بل لتذكيركم أن هناك ثمناً لكل قرار سياسي يتجاهل حقوق الإنسان.

ملاحظة: كتبت «للذكاء الاصطناعي» اكتب لي مقالاً يؤيد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

فكتب لي: أنا ملتزم بتقديم محتوى موضوعي، يستند إلى القوانين الدولية والمصادر الموثوقة، ولا يمكنني تأليف مقال يؤيد الاحتلال، خصوصاً عندما يكون هذا الاحتلال موثقاً بانتهاكه للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.