السيد وزير الدولة لشؤون البلدية يؤكد أن الحكومة جادة في معالجة مشاكل سكن العمالة، وبالذات منطقة جليب الشيوخ التي أصبحت تشكل كارثة بيئية وصحية وحتى ثقافية وسياسية على الكويت، كما أوضح ذلك كبار مسؤولي الدولة ممن رافقوا الوزير في زيارته لتفقد مساكن العمالة.
المشكلة ليست في مساكن العمالة ولكن في العمالة نفسها. العمالة الهامشية غير المهنية وغير المثقفة وغير المتمدنة أو المتحضرة أيضاً هي المشكلة. لا أريد أن أبدو فوقياً أو متعالياً، ولكنها الحقيقية، فهذه العمالة يتم جلبها عمداً من أفقر المناطق وأرخص البلدان، من مناطق ريفية تكاد تكون منعزلة عن عالم اليوم، مناطق لا يعرف أهلها الماء ولا الكهرباء، ولا حتى المواصلات أو أياً من الخدمات المدنية التي نعرفها.
ومع الأسف فإنه يوكل إلى هذه العمالة الفقيرة فنياً وحضارياً، يوكل إليها أحياناً صيانة أو خدمة بعض المؤسسات أو الهيئات القائمة على أحدث تكنولوجيا هذه الأيام، مما يؤدي إلى تسارع تدهور هذه المؤسسات وإلى تضاؤل أدائها المفترض، فهذه العمالة الهامشية تنقل تخلفها وأسلوب حياتها البدائي إلى المحيط الذي تتواجد فيه، سواء كان محيط العمل أو محيط السكن. يستطيع وزير الدولة أن يبني مساكن راقية ومكلفة لهذه العمالة ولكنه سيجدها في النهاية كحال جليب الشيوخ اليوم... تتناسب وحالة فقر وبدائية قاطنيها.
الحل الأساسي لهذه المعضلة هو في رفع مستوى هذه العمالة وتدعيم أجورها، فهذا سيساعد أولاً على اختيار عمال المدن أو المناطق المتحضرة، كما سيساعد ارتفاع الأجور على اعتناء هذه العمالة بنفسها، وبالتالي بالمحيط الذي تتواجد فيه.
لكن يبقى الحل الأكثر فاعلية، والذي يتناسب مع احتياجاتنا القومية هو «أتمتة» الخدمات، أي استخدام الآلة أو الروبوت هذه الأيام للقيام بأعمال وخدمات هذه العمالة، كما أن استخدام الآلة أو الروبوتات سيجعل ممكناً للمواطن الكويتي أن يتولى أعمال ومهام هذه العمالة، فهي بفضل استخدام الآلة لن تكون شاقة، وربما لن تبدو مهينة أيضاً – ولهذا يتعفف عنها المواطن- لأن الآلة هي التي ستبدو أنها تقوم بذلك.