تزامناً مع ما تشهده أسواق العالم من اهتزازات وتراجعات حادة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 2 أبريل الجاري، شهدت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي هي الأخرى خسائر فادحة خلال جلسة أمس بلغت قيمتها مجتمعة نحو 172.2 مليار دولار، باستثناء سوقي أبوظبي ودبي لعطلتهما الأسبوعية.

وجاءت خسائر الأسواق تحت وقع الضغوط البيعية من جانب المستثمرين على أغلبية الأسهم المدرجة في الأسواق، في ظل المخاوف من تحول الرسوم الجمركية إلى حرب تجارية، وامتداد آثارها السلبية على العديد من القطاعات ومن أهمها النفط، الذي شهد تراجعات لافتة خلال تداولاته ليوم الجمعة الماضي.

Ad

وبالعودة إلى أسواق الخليج، تكبد السوق السعودي خسائر نسبتها 5.90 في المئة من قيمته السوقية بنحو 154.8 مليار دولار، ليستحوذ على 89.9 في المئة من إجمالي الخسائر، حيث تراجع مؤشر تاسي بـ 6.78 في المئة مع فقدانه نحو 805 نقاط، في وقت تراجع مؤشر نمو بـ 6.5 في المئة.

وكان ثاني أكبر الخاسرين السوق الكويتي، بفقدانه نحو 7.9 مليارات دولار (2.44 مليار دينار) من قيمته السوقية، بواقع 5.1 في المئة، حيث خسر مؤشر السوق العام ما نسبته 5.16 في المئة، بما يعادل 412 نقطة، ثم يأتي السوق القطري بخسارته نحو 4.20 في المئة، بقيمة 6.9 مليارات دولار، إذ فقد المؤشر نحو 432 نقطة بنسبة 4.23 في المئة.

وخسر السوق العماني 2.5 في المئة من القيمة السوقية لبورصة مسقط، بنحو 7 ملايين دولار، ما نسبته 2.62 في المئة، بواقع 114 نقطة، في حين كان آخر الخاسرين السوق البحريني بفقدانه نحو 2 في المئة من القيمة السوقية، بمبلغ 1.9 مليار دولار.

من جانبه، قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، أمس، إن الرسوم الجمركية ستبقى سارية «لأيام وأسابيع»، مضيفاً أن بعض الجزر التي تسكنها البطاريق أُدرجت في القائمة حتى لا تتمكن الدول من استخدامها مهرباً.

وأوضح لوتنيك، في تصريحات لبرنامج «واجه الأمة» الذي تبثه شبكة سي. بي. إس نيوز، أن «ما يحدث هو أنه إذا أغفلنا أي شيء من القائمة، فإن الدول التي تحاول ببساطة استغلال أميركا، ستصل إلينا عبر تلك الدول»، مؤكداً أنه «لا مجال للتأجيل... ستبقى سارية بالتأكيد لأيام وأسابيع».

وفي تفاصيل الخبر:

هوت مؤشرات بورصة الكويت في جلسة أمس الأحد لتتكبد أكبر خسارة يومية لها منذ 15 مارس 2020، إذ فقدت 2.44 مليار دينار من قيمتها السوقية، بفعل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي ألقت بظلالها على أسواق المنطقة والعالم، والمخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي، والعودة إلى شبح الركود والتضخم، إضافة إلى تأثر أسعار النفط التي شهدت هي الأخرى نزيفاً، ما يعني أن الموازنات المالية العامة للدول ستسجل عجوزات، إذ انخفض سعر برميل النفط الكويتي 4.56 دولارات ليبلغ مستوى 72.96 دولاراً في تداولات يوم الجمعة.

وشهد السوق الكويتي عمليات بيع عنيفة على معظم الأسهم المدرجة، في وقت تم وقف التداول على مؤشر السوق الأول مدة 15 دقيقة، بعدما وصل الانخفاض إلى ما نسبته 5 في المئة، وتراجعت أسهم البنوك عدا «التجاري» بنسبة تراوحت بين 3.6 في المئة، و6.9 في المئة، وحل سهم إيفا فنادق أولاً في قائمة أكثر الأسهم المدرجة في السوق الأول تراجعاً بنسبة 12.18 في المئة، يليه سهم أرزان بنسبة 9.86 في المئة، ثم البورصة وصناعات والتجارية بنسب 9.09 و8.17 و7.88 في المئة على التوالي.

وتم خلال الجلسة، تداول 128 سهماً، لتتراجع الأسعار السوقية بعدد 111 سهماً، فيما ارتفعت لعدد 11 سهماً فقط، واستقرت الأسعار لعدد 6 أسهم، كما انخفضت المؤشرات الوزنية لـ 10 قطاعات تصدرها قطاع الخدمات الاستهلاكية بنسبة 6.75 في المئة، ثم السلع الخدمات المالية بـ 6.16 في المئة، وقطاع التكنولوجيا بنسبة 5.70 في المئة، بينما ارتفعت المؤشرات لقطاعين هما السلع الاستهلاكية بنسبة ارتفاع 3.37 في المئة، والتأمين بـ 0.34 في المئة، فيما استقرت الأسعار لقطاع واحد وهو الرعاية الصحية.

أكبر خسارة يومية

وخسر مؤشر السوق العام نحو 412 نقطة، بنسبة 5.16 في المئة، وتعتبر أكبر خسارة يومية بعد خسارة المؤشر في 15 مارس 2020 نحو 5.48 في المئة ليصل إلى مستوى 7587 نقطة، وهي الأدنى منذ 20 يناير من العام الحالي، وبلغت السيولة المتداولة 96.52 مليون دينار، بحجم تداول بلغ 346.7 مليون سهم، تمت عبر 22874 صفقة.

وتكبد مؤشر السوق الأول خسائر بواقع 488 نقطة، بواقع 5.69 في المئة، وهي أيضاً الأعلى منذ 15 مارس 2020، حين بلغت 6.51 في المئة، ليصل إلى مستوى 8106 نقاط، بسيولة بلغت قيمتها 81.15 مليون دينار، مقارنة بـ 215.9 مليون سهم، تمت عن طريق 14257 صفقة.

وانخفض مؤشر السوق الرئيسي بنحو 192.66 نقطة، بواقع 2.67 في المئة، ليبلغ مستوى 7013 نقطة، بقيمة متداولة بلغت 15.3 مليون دينار، بحجم تداول بلغ 130.8 مليون سهم، تمت عبر 8617 صفقة.

البنوك أكثر تداولاً

وتصدر سهم بيتك قائمة الأسهم الأكثر تداولاً من حيث القيمة، بـ 19.45 مليون دينار، ليغلق عند مستوى 745 فلساً، يليه سهم الوطني بتداولات قيمتها 12.9 مليون دينار، ليغلق عند سعر 974 فلساً، ثم بنك الخليج بـ 9.8 ملايين دينار، ليصل إلى سعر 340 فلساً، ووربة بـ 4.7 ملايين دينار، ليصل إلى سعر 208 فلوس، وبنك بوبيان بتداولات قيمتها 4.37 ملايين دينار.

وانخفض سهم صكوك بنسبة 17.83 في المئة، ليتصدر بذلك قائمة الأسهم الأكثر تراجعاً في البورصة، بحجم تداول بلغ 9.6 ملايين سهم، ليصل عند سعر 46.1 فلساً، ثم سهم سنرجي بـ 17.2 في المئة، بكمية متداولة بلغت 3.97 ملايين سهم، ليغلق عند سعر 45.5 فلساً، ثم منشآت بنسبة 14.57 في المئة، وبحجم تداول 3.12 ملايين سهم، ليصل إلى سعر 129 فلساً، وأسس بنسبة 13.08 في المئة، وبكمية تداول بلغت 13.3 ألف سهم، ليصل إلى سعر 113 فلساً، وخامساً سهم تنظيف بـ 12.80 في المئة، وبحجم تداول بلغ 1.73 مليون سهم، ليصل إلى سعر 47 فلساً.

وعن الأسهم الأكثر ارتفاعاً، فقد تصدر سهم الكوت القائمة بارتفاع نسبته 5.53 في المئة، بكمية محدودة بلغت 734 سهماً، ليصل إلى سعر 1.049 دينار، يليه سهم الكويت للتأمين، بنسبة 4.60 في المئة، وبحجم تداول بلغ 22 ألف سهم، ليبلغ مستوى 569 فلساً، وسهم عقار بنسبة 4.39 في المئة، وبكمية متداولة بلغت 210 آلاف سهم، ليصل عند مستوى 85.6 فلساً، يليه سهم ميزان بـ 3.66 في المئة، وبكمية تداول بلغت 901.6 ألف سهم، ليصل إلى سعر 850 فلساً، وخامساً سهم أركان بارتفاع نسبته 2.91 في المئة، وبحجم تداول بلغ 31.1 ألف سهم، ليغلق عند سعر 106 فلوس.

الأسواق الخليجية

خليجياً، الوضع لا يقل سوءاً عن البورصة المحلية، إذ تكبدت كل الأسواق خسائر متفاوتها أكبرها كان للسوق السعودي، حيث خسر مؤشر تاسي نحو 6.78 في المئة، ليفقد نحو 805 نقاط، ليستقر عند مستوى 11077 نقطة، فيما تكبد مؤشر «نمو» خسائر بواقع 6.5 في المئة، بما يعادل 1992 نقطة، ليصل إلى مستوى 28648 نقطة.

كما خسر السوق القطري نحو 4.2 في المئة، بعد أولى جلساته بعد عطلة عيد الفطر المبارك، ليفقد نحو 432 نقطة، ليغلق عند مستوى 9800 نقطة، فيما تراجع سوق مسقط بنسبة 2.62 في المئة بتراجع نحو 114 نقطة، ليصل إلى مستوى 4252 نقطة، كما تكبد السوق البحريني خسارة بواقع 1 في المئة.