هو سيدٌ في قومهِ بإباءِ

بعروجهِ في موكبِ الشهداءِ

Ad

عَمرو الذي شهِد النزالَ بعاهةٍ

لينالَ جنةَ ربِّهِ كجزاءِ

سمع الجموحُ عن النبيِّ وهَديِهِ

فتلهَّفتْ أنفاسُهُ لفضاءِ

وتوجَّهَ الرجلُ الكريمُ إلى النبيـ

ـيِ المصطفى كي يجتلي بصفاءِ

فُطر الجموحُ على السخاءِ بطبعِهِ

يا سَعدَهُ بالفِطرةِ السمحاءِ

سأل النبيُّ جماعةً من قومه

عمن يكون رئيسُهُم بقضاءِ

قالوا هو (الجِدُّ) البخيلُ، أجابَهم

بل عَمرو سيدُكم بطِيبِ سخاءِ

عشِقَ الجهادَ برغم عرجته التي

كادتْ تعيقُ خروجَه لأداءِ

مُنعَ الجموحُ بيومِ بدرٍ حينما

فرضَ النبيُّ عليه أمرَ بقاءِ

من بعدها قد مرَّ عامٌ إذ أتت

(أُحُدٌ) وصار جهازُهم للقاءِ

وأمامَ إصرارٍ عظيمٍ قد بدا

أذِنَ النبيُّ له بخير فداءِ

واستشهدَ الرجلُ الكريمُ كما ابتغى

من بعدِ أن أبلى عظيمَ بلاءِ

أمر النبيُّ بدفنه وصديقهِ

أخَوانِ في قبرٍ من اللألاءِ

لما جرى أمرٌ لنقلِ رُفاته

وجدوهُ غضاً... سنةُ الشهداءِ

لبثوا كما الأحياءِ في أحوالهم

هم في حقيقتهم من الأحياءِ

هي بسمةٌ رُسمت بيومِ وفاتهم

لبثتْ على أفواههم برضاءِ

لا تعجبوا، تلك النفوسُ تطهَّرتْ

وتطلعتْ شوقاً إلى العلياءِ

فتخلَّصتْ من عِبءِ كل خطيئةٍ

وتهيأتْ للقاءِ ذي الآلاءِ

صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

السيدِ المحمودِ في الأرجاءِ

والآلِ آلِ البيتِ ثم صحابةٍ

نصروهُ في السرَّاءِ والضرَّاءِ