مع بروز مؤشرات إلى إمكانية انعقاد مفاوضات دبلوماسية قريباً بين واشنطن وطهران في ظل تكثيف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساعيها الرامية لتفكيك قدرات إيران النووية واحتواء نفوذها الإقليمي، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي غداً الاثنين زيارة إلى واشنطن للقاء ترامب كانت مقررة منتصف الشهر الجاري، تتناول ملفات عدة في مقدمها العداون الإسرائيلي المتجدد على غزة، والتنسيق ضد إيران، والأوضاع مع لبنان وسورية والحملة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وغداة إعلان تل أبيب أنها ليست ضد المسار الدبلوماسي لحل أزمة الملف النووي الإيراني، نقل موقع «أكسيوس» عن 4 مصادر مطلعة أن نتنياهو يعتقد بأنّ احتمالية التوصّل إلى اتفاق نووي بين واشنطن وطهران ضئيلة جداً، بالتالي فإن زيارته تهدف إلى التباحث مع ترامب بشأن تنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المسار الدبلوماسي.

Ad

جاء ذلك فيما رأى ترامب، أمس الأول، أن الظروف قد تغيّرت، وأن طهران باتت راغبة في حوار مباشر وتشعر في الوقت الراهن بحالة من الضعف والانكشاف، في إشارة إلى الخسائر التي تكبدها نفوذها الإقليمي في لبنان وسورية والآن اليمن، مجدداً التهديد بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات مع إيران.

في المقابل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن طهران تريد الحوار لكن «من موقف متساوٍ»، معتبراً أن سلوك واشنطن التي تواصل حشد أصولها العسكرية في المنطقة بشكل ضخم يتناقض مع طلبها التفاوض.

بموازاة ذلك، كشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية لـ»الجريدة» أن مفاوضات أمنية غير مباشرة ستعقد الأسبوع المقبل بين وفدي البلدين، تليها مفاوضات أيضاً غير مباشرة على مستوى دبلوماسي.

وكانت «الجريدة» قد كشفت عن اتفاق على عقد اجتماع أمني أميركي - إيراني، بعد لقاءين غير رسميين احتضنتهما العاصمة العمانية مسقط.

وقال المصدر، إن وزير الخارجية عباس عراقجي حصل على موافقة المرشد علي خامنئي وبزشكيان على تركيبة الوفد الإيراني الذي سيخوض المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين، الذي سيضم نائب وزير الخارجية مجيد روانجي ومساعد الوزير كاظم غريب آبادي فيما يمثل الجانب الأميركي المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يؤدي كذلك دوراً أساسياً في المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إنهاء حرب أوكرانيا.

وأوضح المصدر أنه في حال تمكن الفريقان المفاوضان من ترسيم الخطوط العريضة للحوار فقد تتحول المفاوضات إلى مباشرة على مستوى وزراء الخارجية.

إلى ذلك، وفي وقت تتسع الفجوة بين الولايات المتحدة وأوروبا بسبب سياسات ترامب، خصوصاً تجاه الحرب في أوكرانيا وفرضه رسوماً جمركية مرتفعة على المنتجات الأوروبية، علمت «الجريدة» من مصدر في الخارجية الإيرانية أن طهران تلقت أفكاراً أوروبية لتمديد صلاحية «آلية الزناد» المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015 التي تسمح بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران في حال مخالفتها الاتفاق.

وبحسب المصدر، تنص الفكرة على تمديد «آلية الزناد» التي تنتهي صلاحيتها في 25 أكتوبر المقبل، لمدة 5 سنوات إضافية، بشرط أن تلتزم إيران بكامل بنود اتفاق 2015 وأن تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الالتزام.

وجاء الاقتراح الأوروبي فيما تجري استعدادات لإجراء جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية، التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وكان الأوروبيون هددوا بتفعيل «آلية الزناد» لكن التطورات الجديدة خصوصاً التهديدات الأميركية والإسرائيلية بضرب طهران والسياسات الأميركية المعادية لأوروبا غيرت الحسابات في بروكسل.

ووفق المصدر، فإن الجمهورية الإسلامية منفتحة على التمديد لكن لديها شروط مبدئية بينها إعادة تفعيل آلية «INSTEX» للتبادل الاقتصادي التي تم تطويرها سابقاً بين طهران والأوروبيين، لتفادي العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن.

ومع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، سجلت العملة الإيرانية انخفاضاً قياسياً جديداً، أمس، فيما أقال الرئيس الإيراني نائبه للشؤون البرلمانية، شهرام دبيري، بسبب رحلة سياحية باهظة إلى القطب الجنوبي، في وقت تمرّ فيه البلاد بظروف اقتصادية صعبة.