أعجبتني ردود حلفاء أميركا مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي على قرارات الرسوم والتعرفات الأميركية الجديدة، فقد صدرت منهم تصريحات سريعة فنية مضادة وقوية وقرارات جمركية مؤثرة بالمعاملة بالمثل، رغم أنها لم تقتل أبناءهم ولم تستولِ على أراضيهم، ولكن عندما لامست الرسوم الأميركية الجديدة مصلحة بلادهم الاقتصادية تصدوا لحليفتهم بأفعال حقيقية، لأن لبلادهم ومصلحتها الأولوية على ما سواها.

ولكننا في بلاد المسلمين والعرب، شاهدنا الصهاينة يبتلعون أراضي وأنهاراً وبحوراً إقليمية عربية وإسلامية بدعم أميركي ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا آلاف المسلمين يُقتلون بأسلحة فتاكة أميركية ولن نفعل شيئاً، وشاهدنا استخراج جثث أطفال غزة المسلمين من تحت الأنقاض ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا القنابل الأميركية تهدم المساجد والمستشفيات وتقتل المسعفين وتدمر المساعدات الإنسانية ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا الفيتو الأميركي يُرفع في وجه كل القرارات الدولية الداعية إلى وقف القتل والتدمير ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا وزير الدفاع الأميركي يتنبأ على الملأ بهدم الأقصى وبناء الهيكل، ولم نصرح حتى باستنكار، وشاهدنا وزير الأمن الصهيوني يدنس المسجد الأقصى بحماية أميركية ولم نستنكر، وشاهدنا ترامب يقوم بضم القدس إلى الصهاينة ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا الصهاينة يحتلون أجزاء من أربع دول عربية بدعم وأسلحة وصواريخ أميركية ويقصفون سورية ولبنان بالطائرات الأميركية ولم نفعل شيئاً، وشاهدنا الإدارة الأميركية تلغي الفيزا والدراسة لأي طالب مسلم غير أميركي يستنكر المجازر الصهيونية وتقوم بترحيله دون أن تفعل حكومته شيئاً.

Ad

ومن المضحك والمخزي أن يكون كل هَم بعض المسلمين وإعلامهم هو إلقاء اللوم على «حماس»، فهل يظنون أن الصهاينة ومن معهم سيوقفون سجن وقتل المسلمين واحتلالهم الأراضي وسيعيدون الأقصى إذا استسلمت «حماس»؟!

ألا يعلمون أن هناك عشرات الطرق تستطيع القوى العظمى بها إخراج الأسرى من دون الإبادة الجماعية للمسلمين؟ بلى، ولكنهم يمعنون في القتل إذلالاً للمسلمين وللاستيلاء على ما يعتبرونها أرض إسرائيل الكبرى، لأنها حرب دينية صهيوصليبية.

وأخيراً، وصلتنا مطالباتهم وتهديدهم بدفع مليارات من أموالنا أو استثمارها عندهم لتعزيز اقتصادهم وتوظيف أبنائهم.

يبدو أن الفارق كبير بيننا وبين حلفاء أميركا الغربيين، لأنهم أمم حية، أما الأمة الإسلامية، فإن حالنا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «يُوشِكُ الأممُ أن تداعَى عليكم كما تداعَى الأكَلةُ إلى قصعتِها. فقال قائلٌ: ومن قلَّةٍ نحن يومئذٍ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ، ولينزِعنَّ اللهُ من صدورِ عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قلوبِكم الوهْنَ. فقال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ ! وما الوهْنُ؟ قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ الموتِ».