عندما يُعلَن عن حلّ مجلس الأمة، لا تكون المسألة مجرّد فقرة في نشرة الأخبار، بل عاصفة تهزُّ أركان المشهد السياسي، وتضع الجميع أمام مرآة الحقيقة: من خذل الوطن؟ ومن يستحق أن يُمنح فرصة أخرى؟ وهل نحن أمام تصحيح مسار... أم إعادة إنتاج أزمة؟

لماذا يُحل المجلس؟!

Ad

السؤال الذي يطرحه كل مواطن بصوتٍ غاضب أو متسائل: إلى متى تستمر هذه الدوّامة؟

إن حلّ المجلس لم يعد حدثاً استثنائياً في الكويت، بل بات مشهداً مألوفاً في مسلسل سياسي طويل، تتغيّر فيه الوجوه وتتشابه فيه الأزمات والأسباب كثيرة... وربما أعمق مما يُقال:

• نزاع مزمن بين السلطتين: تشابك، تعطيل، وسقوط مشاريع وطنية في متاهات المزايدات والمصالح.

• ضعف أداء بعض النواب: بدل أن يكونوا صوت الشعب، تحوّل بعضهم إلى أدوات للشدّ والجذب، أو إلى صدى لأجندات لا تمت للوطن بصلة.

• رغبة القيادة في إعادة ضبط المشهد: حين تُختنق الدولة بين مطرقة الفوضى وسندان التعطيل، لابد من قرار صارم يعيد الأمور إلى نصابها.

ماذا بعد الحل؟

تُفتح الأبواب أمام مجهول سياسي، وقد يكون هذا المجهول إنقاذاً أو انفجاراً:

1. انتخابات قادمة... من يُنقِذ ومن يُعاقَب؟

الشعب اليوم أمام اختبار جديد: هل سيعيد تدوير الأسماء ذاتها؟ أم سيكسر الحلقة ويمنح الفرصة لمن يستحق؟

2. مشهد سياسي مغاير... أم ذات المسرحية؟

التغيير الحقيقي لا يُقاس بعدد المقاعد التي تغيرت، بل بجرأة المواقف، ونظافة الضمير، وقدرة النواب على قول: "لا”، عندما يكون الوطن في خطر.

3. حالة ترقّب داخلي وخارجي

كل الأنظار تتجه إلى الكويت: هل ستنهض من عثرتها السياسية أم ستبقى تدور في دوّامة التكرار بلا أفق؟

لحظة الحقيقة

حلُّ مجلس الأمة ليس النهاية، إنما جرس إنذار أخير: إمّا أن ننهض ونستعيد هيبة الدولة، أو نترك الساحة للعبث والتراجع.

هي معركة وعي قبل أن تكون معركة صناديق، فإمّا أن يكون القادم أفضل، أو نخسر فرصة تاريخية جديدة.

والسؤال الآن:

هل سيصنع المواطنون من هذا الحل بداية جديدة... أم يكتبون به فصلاً آخر من الخيبة؟