عززت الولايات المتحدة قواتها المنتشرة في المنطقة بما يوحي بأنها تفرض طوقاً عسكرياً قرب إيران مع إعلان «البنتاغون»، أمس، إرسال قوات إضافية وسرباً جوياً وانضمام حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى حاملة الطائرات «هاري إس ترومان من أجل توفير خيارات إذا أراد الرئيس دونالد ترمب شن ضربة عسكرية في حال قرر أن «الوقت قد نفد» بعد أن قالت الجمهورية الإسلامية إنها مستعدة للدخول في مفاوضات غير مباشرة بشأن برنامجها النووي المثير للقلق.

وفي وقت نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي أن ترامب لا يريد خوض حرب مع طهران، لكنه يحتاج إلى تعزيز قدرات الردع أثناء المفاوضات المحتملة، كما يجب أن يكون مستعداً للتحرك إذا فشلت المفاوضات وتصاعدت الأمور بسرعة، ذكر «البنتاغون» أن الحشود العسكرية التي تتوافد على منطقة الشرق الأوسط تجعل ترامب مستعدا لاتخاذ إجراء عسكري فوري، بالإضافة إلى «مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أيّ عدوان، وحماية التدفق الحرّ للتجارة في المنطقة» في إشارة إلى مواصلة واشنطن حملة القصف المكثفة ضد «أنصار الله» الحوثية المتحالفة مع طهران، التي أعلنت بدورها مقتل 4 من عناصرها في أحدث غارات على صنعاء ليل الثلاثاء ــ الأربعاء، وقالت إنها هاجمت «ترومان» بصواريخ مجنحة.

Ad

وفي حين حذرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس من أن «الولايات المتحدة عازمة على ضمان عدم حصول إيران على أي سلاح نووي، وأن البدائل ستكون سيئة جداً بالنسبة لإيران إذا لم يرغب نظامها في التوصل إلى اتفاق مع ترامب»، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيد بلاده أنها لن تسعى إلى البحث أو إنتاج أو امتلاك السلاح النووي تحت أي ظرف من الظروف.

وبعد تلويح مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني بأن بلاده قد تلجأ إلى تطوير سلاح ذري في حال تعرضت منشآتها النووية إلى هجوم من قبل واشنطن أو حليفتها إسرائيل، كتب عراقجي على منصة «إكس»: «قد لا يكون الرئيس الأميركي مهتماً بالاتفاق النووي المبرم عام 2015، لكن هذا الاتفاق تضمن التزاماً أساسياً من جانب إيران لا يزال قائماً».

وتابع عراقجي: «لقد أثبت التفاعل الدبلوماسي فعاليته في الماضي، ويمكن أن يظل فعالاً حتى الآن. ولكن يجب أن يكون واضحاً للجميع أنه لا يوجد شيء اسمه خيار عسكري، ناهيك عن حل عسكري». وختم بالقول: «إن الإخفاقات الكارثية في منطقتنا، والتي كلفت الإدارات الأميركية السابقة أكثر من سبعة تريليونات دولار، تتحدث عن نفسها بالقدر الكافي».

بزشكيان وبن زايد

وفي إشارة إلى رغبة إيران في إبقاء قنوات التواصل الدبلوماسية رغم إعلانها رفض التفاوض المباشر مع واشنطن في ظل التهديدات والضغوط القصوى، نقلت الرئاسة الإيرانية عن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان أنه أعرب خلال مكالمة هاتفية أجراها نظيره الإيراني مسعود بزشكيان معه عن اهتمامه بزيارة الجمهورية الإسلامية في أقرب وقت «حتى نتمكن من تطوير العلاقات».

وكان عراقجي قد ثمن نقل الإمارات الرسالة الأميركية بشأن دعوتها للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي إلى إيران قبل أن يسلم رد طهران عبر سلطنة عمان الخميس الماضي.

تحذير وإحراق

في غضون ذلك، حذر رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني إبراهيم عزيزي من أن طهران «لن تبدأ أي حرب أبداً. لكننا سنسحق العظام المتعفنة لأي معتد على إيران»، في حين رأى الأمين العام لمنظمة «بدر» العراقية، هادي العامري، أن «اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحددة قد يؤدي إلى احتراق المنطقة كلها». وبينما لم يعلق القيادي العراقي على تسريب إيراني يزعم أن ترامب طالب في رسالته بحل «الحشد الشعبي» الذي يضم فصائل مسلحة مرتبطة بطهران، قال العامري خلال لقاء بمحافظة ديالي أمس: «لا يتصور البعض أننا ودول المنطقة سنكون بمعزل عن الحرب إذا نشبت بين إيران والولايات المتحدة، خصوصاً في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بغزة ولبنان والمواجهة الدائرة في اليمن».

زيارة وقلق

وبينما أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي أنه من المحتمل أن يزور طهران قبل نهاية أبريل الجاري لمناقشة الاتفاق النووي الإيراني، عقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعاً استثنائياً لمجلس الدفاع، بحضور الوزراء الرئيسيين والخبراء الأمنيين، لمناقشة وضع البرنامج النووي الإيراني والتوترات المتصاعدة بين طهران والولايات المتحدة. ونقلت «رويترز» عن ثلاثة مصادر دبلوماسية أن هذا الاجتماع الطارئ جاء رداً على تزايد قلق باريس وحلفائها الأوروبيين بشأن احتمال شن هجوم جوي أميركي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.