في ردّ على ما أثاره تصريح وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك بشأن تحمّل بلاده تكلفة مالية كبيرة خلال حرب تحرير الكويت، أعلنت سفيرة الكويت لدى الولايات المتحدة الشيخة الزين الصباح، أمس الأول، خلال لقاء مع لوتنيك، أن واشنطن لم تتحمل أية أعباء مالية في حرب تحرير الكويت، وأن المساهمات المالية من الكويت والحلفاء لم تغط تكاليف الحرب فقط، بل ولّدت أيضاً فائضاً مالياً كبيراً.

وذكرت السفارة الكويتية لدى الولايات المتحدة في بيان لـ»كونا» أن السفيرة الزين الصباح، اجتمعت أمس الأول، مع وزير التجارة الأميركي، وشددت خلال اللقاء على أن «الشراكة الكويتية - الأميركية امتزجت بالدماء وترسخت بالسلام» مسلطة الضوء على الجهود الدبلوماسية التي نجحت في تشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت في فبراير العام 1991. كما أبرزت التأثير المستمر لتلك اللحظة التاريخية على الشعب الكويتي مجددة عميق الامتنان للولايات المتحدة على قيادتها وشجاعة قواتها المسلحة، فيما أكد الوزير لوتنيك من جانبه الأهمية الدائمة لهذه الروابط التاريخية.

وشددت السفيرة الكويتية على الاعتزاز الكبير الذي يجمع البلدين الصديقين بتاريخهما المشترك، مشيرة إلى أن عمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء لم تكونا مجرد انتصارات للدقة العسكرية والتعاون الاستراتيجي فحسب، بل أيضاً نموذجاً مالياً مبتكراً ممولاً من الكويت ومساهمات الحلفاء.
Ad


وقالت الشيخة الزين الصباح، إن الكويت حرصت آنذاك على ضمان عدم تحمل الولايات المتحدة أو دافعي الضرائب الأميركيين أية أعباء مالية في حرب تحرير الكويت. وأشارت في هذا الصدد إلى أن المساهمات من الكويت والحلفاء لم تغط كل التكاليف فقط بل ولّدت أيضاً فائضاً مالياً كبيراً مما يعكس الطبيعة الاستثنائية لهذا النهج.

حرائق آبار النفط

وأضافت السفيرة الزين الصباح، أن روح التعاون الدولي امتدت لما بعد الحرب، مستشهدة بجهود مكافحة الحرائق الضخمة الناجمة عن حرائق آبار النفط الكويتية التي أضرمت عمداً خلال حرب تحرير الكويت.

وأكدت أن صمود الكويت وريادتها أديا دوراً حيوياً في إنجاح واحدة من أكبر عمليات إطفاء الحرائق في التاريخ وأكثرها فعالية، مشيدة بالجهود الاستثنائية لرجال الإطفاء والهندسيين واختصاصيي النفط الكويتيين، الذين عملوا بلا كلل إلى جانب فرق دولية لمكافحة الحرائق، وأظهروا مهارات استثنائية وتصميماً وابتكاراً في واحدة من أكثر عمليات مكافحة الحرائق تعقيداً على الإطلاق.

وأشارت إلى أن استجابتهم السريعة إلى جانب خبرتهم أسهمت في حماية موارد الكويت الحيوية وتسريع عملية تعافي قطاع النفط. وتابعت في هذا الصدد، أن الجهود المشتركة التي تم حشدها بسرعة وتنفيذها بشكل استراتيجي إلى جانب خبرة الشركات الأميركية الرائدة كانت شهادة على قوة التعاون العالمي في تجاوز الأزمات البيئية والاقتصادية، فيما أشاد الوزير لوتنيك خلال اللقاء بشراكة الكويت مع الشركات الأميركية في التعامل مع الحرائق.

معدلات التعرفة الجمركية

وفيما يتعلق بالمسائل الاقتصادية، أكدت الشيخة الزين الصباح التزام الكويت بسياسات السوق المفتوحة المؤيدة لقطاع الأعمال، مشيرة إلى أن الكويت تحافظ على أحد أدنى معدلات التعرفة الجمركية عالمياً بنسبة ثابتة قدرها 5 في المئة لجميع الشركاء التجاريين، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة.

كما شددت على أن الكويت «لا تفرض تعريفات حمائية على المنتجات الأميركية والعديد من السلع خاصة المستوردة لغايات العمليات العسكرية الأميركية معفاة بموجب القوانين الوطنية والاتفاقيات الاقتصادية».

العلاقات الاقتصادية المستقبلية

من جهته، رحب الوزير الأميركي، حسب البيان، بتلك الإجراءات مشيداً بانفتاح الكويت كعامل رئيسي في تعزيز العلاقات الاقتصادية المستقبلية.

وفي الجانب الاستثماري، ذكر البيان أن الشيخة الزين الصباح سلطت الضوء على الوجود الاقتصادي الكبير للكويت في الولايات المتحدة ممثلاً في الهيئة العامة للاستثمار والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية الى جانب القطاع الخاص.

وقالت إن المؤسسات الكويتية والقطاع الخاص الكويتي لديهم استثمارات كبيرة واستراتيجية في الأسواق الأميركية، وذلك يعكس ثقة الكويت العميقة في قوة ونمو الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل، فيما أكد الوزير لوتنيك أهمية هذه الاستثمارات في تعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين. واختتم الاجتماع بتوجيه الوزير الشكر للسفيرة الزين الصباح على النقاش المثمر، مؤكداً التزامه بمواصلة تعزيز وتوطيد العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت، فيما أكدت السفيرة الزين الصباح من جانبها حرص الكويت على ضمان استمرار هذه الشراكة التاريخية وازدهارها لأجيال قادمة.