مع تخليه فعلياً عن اتفاق وقف النار الذي أوقف في 19 يناير حرباً استمرت 17 شهراً، بدأ الجيش الإسرائيلي، أمس، هجوماً على تل السلطان في مدينة رفح الجنوبية، بالتزامن مع عملية مماثلة بمنطقة بيت حانون شمال القطاع تهدف الى «ضرب البنى التحتية لحركة حماس ولتوسيع المنطقة الدفاعية».

وفي سادس أيام العدوان المتجدد، صنّف جيش الاحتلال تل السلطان، الذي يضم أحد مخيمات اللاجئين الثمانية في غزة، بأنها منطقة قتال خطيرة، ووجّه «إنذاراً عاجلاً» إلى الموجودين فيه بالإخلاء الفوري والتوجه إلى منطقة المواصي سيراً بلا مركبات.

وفي تصعيد للحملة الدامية، التي بدأت يوم الثلاثاء، أعلنت «حماس» مقتل عضو مكتبها السياسي ومتحدثها الرسمي صلاح البردويل وزوجته في غارة استهدفت خيمتهما في خان يونس أثناء أدائهما صلاة «قيام الليل».

Ad

وفي ظل استمرار القصف الوحشي، دوّت أصوات الانفجارات، أمس، في جميع أنحاء شمال ووسط وجنوب غزة، وقصفت الطائرات الإسرائيلية عدة أهداف خصوصاً برفح وخان يونس، مما أسفر عن مقتل 35 على الأقل بينهم 5 أطفال ووالديهم.

في الأثناء، كشف وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، عن موافقة الحكومة الأمنية بقيادة بنيامين نتنياهو على إنشاء إدارة لشؤون العبور الطوعي إلى دول ثالثة، مؤكداً أنها ستراعي القانون الإسرائيلي والدولي، وستعمل على إعداد ممر آمن لسكان غزة وتنسيق البنية التحتية لتمكينهم من المرور براً وبحراً وجواً.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، أمس الأول لـ «فوكس نيوز» إن فكرة نقل الفلسطينيين خارج غزة فكرة عملية جداً، مضيفاً أنه من الجنون أن ننفق مليارات لإعادة إعمار القطاع ثم نرى تجدُّد الهجمات.

وأضاف أن إدارة الرئيس دونالد ترامب «ورثت الفوضى، بما في ذلك القتال بكل أنحاء الشرق الأوسط».

ومع تعثّر التفاهم على تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، قدّم نتنياهو، الذي تعهد بإجراء أي مفاوضات «تحت النار»، مقترحاً للوسيط المصري لعرضه على «حماس» يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة على مرحلتين، بينهما هدنة لمدة 40 يوماً.

وأبلغت مصادر مصرية وكالة شينخوا، أمس الأول، بأن المقترح الإسرائيلي يستند إلى «الضغط العسكري الحالي» ويؤيده الجانب الأميركي ويشمل إطلاق سراح 11 أسيراً حياً وجثامين 16 آخرين في المرحلة الأولى، يعقبها هدنة 40 يوماً، ثم إطلاق سراح بقية الأسرى دفعة واحدة.

بدورها، أعلنت «حماس» أنها تناقش مع الوسطاء أفكار إتمام اتفاق وقف النار، ومنها مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بتمديد الهدنة خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح، مقابل إطلاق سراح نحو نصف الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والأموات، البالغ عددهم 59 في اليوم الأول.

وفي تطور موازٍ لاقى رفضاً فلسطينياً واسعاً، أعلن وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، موافقة حكومة نتنياهو الأمنية على خطة لفصل 13 حياً استيطانياً يهودياً في الضفة الغربية المحتلة عن المناطق المجاورة لها، موضحاً أنه سيتم في نهاية المطاف الاعتراف بها مستوطنات مستقلة.

وبعد الموافقة على بناء عشرات الآلاف من الوحدات في مختلف أنحاء الضفة، قال سموتريتش: «نواصل قيادة ثورة تطبيع وتنظيم في المستوطنات. بدلاً من الاختباء والاعتذار، نرفع العلم ونبني ونعمّر. هذه خطوة مهمة أخرى على طريق السيادة الفعلية في يهودا والسامرة»، مستخدماً التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية.