أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أن ذوي الهمم والإرادة أبطال في عيوننا، وأوسمة على صدورنا، قائلاً إنهم بعزمهم وعزيمتهم، قادرون على تحقيق الإنجازات، رغم الصعوبات والتحديات، وواصفاً إياهم بأنهم «مصدر إلهام» لكل مواطن مخلص لوطننا العزيز، يسعى لخدمته وتقدمه وتميزه.
وأضاف سموه أننا نجدد فخرنا بذوي البصيرة، ونؤكد حبنا لكم، «فأنتم تتحدون الصعاب بقوة البصيرة، وتسعون إلى التفوق والتميز بصفاء السريرة، فلكم منا جميعاً كل تقدير».
وطالب سموه بالاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لخدمة ذوي البصيرة، ودعم وتوفير التكنولوجيا المساعدة لهم، ووضع آليات مناسبة، تضمن استفادتهم، من التحول الرقمي، الذي تشهده البلاد.
جاء ذلك خلال زيارة سموه، مساء أمس الأول، وبمعيته سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، إلى النادي الكويتي الرياضي للمعاقين وجمعية المكفوفين الكويتية، حيث كان في استقبال سموه وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، ووزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، د. أمثال الحويلة، والمدير العام للهيئة العامة للرياضة بالتكليف، بشار السالم، ورئيس مجلس إدارة النادي الكويتي الرياضي للمعاقين، شافي الهاجري، ورئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين فايز العازمي، وأمين السر منصور العنزي.
زيارة نادي المعاقين
وألقى سموه، كلمة خلال زيارته نادي المعاقين جاء في نصها: يسعدنا وأخي سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة، والإخوة المرافقون، أن نزوركم اليوم في ناديكم، لنهنئكم جميعاً بشهر رمضان الفضيل، داعين الله عز وجل، أن يعيده عليكم وعلى كويتنا العزيزة وأمتينا الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات.
وقال سموه: ونحن نلتقي بأبناء كويتنا الغالية ذوي الهمم ذوي الإرادة، نؤكد أنهم أبطال في عيوننا، وأوسمة على صدورنا، مبيناً أنهم بعزمهم وعزيمتهم، قادرون على تحقيق الإنجازات، رغم الصعوبات والتحديات، وهم مصدر إلهام لكل مواطن مخلص لوطننا العزيز، يسعى لخدمته وتقدمه وتميزه.
واجب وطني
وأكد سموه أن رعايتهم ودعمهم من الواجبات الوطنية، وبفضل الله تعالى تعد دولة الكويت من أوائل الدول التي أولت ذوي الهمم اهتماماً خاصاً على مختلف المستويات، الصحية، والتعليمية، والرياضية، والتشريعية، مما يكفل لهم حياة كريمة في بلد الإنسانية.
وعبر سموه عن تقديره لجهود جهات الدولة وأجهزتها المعنية بشؤونهم الهادفة إلى صقل مهاراتهم، والاهتمام برياضتهم بمختلف أنواعها، والمساهمة في نشرها من خلال التعاون مع المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية.
توحيد الجهود
وأشاد سموه بتوحيد الجهود وتضافرها من الجهات المعنية والمجتمع، التي توجت بإقامة الملتقى التعريفي الأول لخدمات ذوي الإعاقة، تحت شعار «رعايتكم هدفنا»، في نهاية فبراير الماضي، تعزيزاً للروابط بين الجهات التي تقدم خدماتها لذوي الهمم، والتعريف بالمؤسسات والمراكز التي تهتم بهم.
وأضاف سموه: «كما نفخر بأبطالنا الرياضيين من ذوي الهمم، الذين رفعوا راية الكويت عالية في محافل رياضية إقليمية ودولية، وحازوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، ليثبتوا قدرة الكويتي على تحقيق الإنجازات المشرفة».
توصية وتوجيه
وتابع سموه: «وإذ نوصي أبناءنا الرياضيين من ذوي الهمم بالاستمرار في تطوير أنفسهم بكافة مجالات الرياضة المتاحة لهم بالتدريبات المستمرة للمشاركة في الفعاليات الرياضية، فإننا نوجه المعنيين إلى استمرار الاهتمام بهم، وتذليل الصعاب أمامهم، وتحفيز مهاراتهم، وتطوير قدراتهم، ليرفعوا شأن وطنهم، الذي يفخر بهم».
واختتم سموه كلمته: «إننا ندعو الله أن يوفقكم جميعاً، لتحقيق المزيد من الإنجازات وتشريف الكويت على منصات التتويج، وأن يديم عليكم التميز».
فيلم وثائقي
بعدها قام اللاعب فيصل مبارك سرور، الحاصل على الميدالية الذهبية بدورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024 بتقديم عرض للعبة دفع الجلة. ثم تم عرض فيلم وثائقي حول إنجازات النادي الكويتي الرياضي للمعاقين.
وتم خلال هذه الزيارة إهداء سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة. وقد تفضل سموه بالتوقيع على سجل الشرف.
زيارة جمعية المكفوفين
كما ألقى سموه خلال زيارته جمعية المكفوفين كلمة جاء في نصها: يسرنا وأخي سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة، والإخوة المرافقين، أن نزوركم اليوم، لنهنئكم جميعاً بشهر رمضان المبارك، سائلين الله تعالى أن يعيده عليكم وعلى وطننا الغالي وأمتينا الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات.
وأردف سموه: «معكم يتجدد اللقاء... لقاؤنا الأخوي الأبوي، الذي نجدد فيه فخرنا بكم، ونؤكد حبنا لكم، فأنتم تتحدون الصعاب بقوة البصيرة، وتسعون إلى التفوق والتميز بصفاء السريرة، فلكم منا جميعا كل تقدير».
وتابع سموه: «يطيب لنا ونحن بين الإخوة والأبناء في جمعية المكفوفين أن نسجل إشادتنا بالجهود المبذولة من قبل القائمين على الجمعية والجهات المعنية والداعمة والمساندة لها خلال مسيرتها، لتذليل الصعوبات التي تواجه ذوي البصيرة، للتعايش والتكيف مع المجتمع، وإقامة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية لهم».
مشاركات وطنية ورياضية
وأعرب عن تقديره لذوي البصيرة في وطننا الحبيب مشاركاتهم الوطنية والرياضية والدينية بالفعاليات والمعارض والندوات والأنشطة والمسابقات، التي ترسخ في نفوسهم الوفاء للوطن، وتزيد ثقافتهم ومعارفهم، مشيدين في هذا المقام بالجهود المثمرة التي توجت، بإقامة مسابقة البغلي للقرآن الكريم للمكفوفين في نسختها الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، وتكريم 22 حافظا لكتاب الله من الفائزين في المسابقة.
حقوق ذوي البصيرة
وشدد سموه على أن ذوي البصيرة لهم علينا حقوق، ونحن في كويت العطاء لهم داعمون، داعياً الجهات الحكومية والخاصة وجمعيات النفع العام كل بحسب الخدمات المقدمة تسخير إمكاناتها، وتكثيف جهودها، لتسهيل مهام الجمعية من خلال الرعاية الدائمة، ومواصلة دعم مشروعاتها وأنشطتها.
وطالب سموه بالاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، لخدمة ذوي البصيرة، ودعم وتوفير التكنولوجيا المساعدة لهم، ووضع آليات مناسبة، تضمن استفادتهم، من التحول الرقمي، الذي تشهده البلاد.
وفي ختام كلمته، قال سموه «إننا ندعو الله في علاه، أن ينير بالهدى دروبكم، وأن يمدكم بعونه، ويحيطكم بحفظه وعنايته، وأن يديم على وطننا الغالي، بجهود أبنائه المخلصين التقدم والتميز».
وتم خلال هذه الزيارة إهداء سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة.
وقد تفضل سموه بالتوقيع على سجل الشرف.
ورافق سموه في هذه الزيارة كبار المسؤولين بالدولة.
قال رئيس مجلس إدارة النادي الكويتي الرياضي للمعاقين، شافي الهاجري، إن رياضة المعاقين بالكويت بدأت منذ تأسيسها عام 1977 بمشاركة 30 لاعباً ولاعبة يمثلون الكويت في المحافل الدولية والعالمية، حيث حققت تلك المشاركات العديد من الإنجازات باسم الكويت على مدى التاريخ.
وأضاف الهاجري: واستمراراً لدعمكم غير المحدود يا صاحب السمو، استمر هذا العطاء والأداء والإنجازات حتى يومنا هذا لتكون الكويت في مصاف الدول العالمية ويمثلها الكثير من اللاعبين واللاعبات بما يفوق 350 لاعباً ولاعبة في جميع البطولات العالمية والعربية والخليجية، محققين الإنجازات بمختلف الإعاقات البصرية والسمعية والحركية بمختلف الألعاب الرياضية الخاصة بذوي الإعاقة.
وتابع: نعاهد الله ثم نعاهدكم يا صاحب السمو بأن نحافظ على هذه الإنجازات باسم الكويت، وأن نضاعف جهودنا كأجهزة إدارية وفنية ولاعبين خلال المشاركات القادمة.
ذكر رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين فايز العازمي، أن الجمعية منذ تأسيسها عام 1972 وهي تتشرف بزيارة أمراء الكويت السابقين، يرحمهم الله، وهذه الزيارات لم تكن موجودة في كل دول العالم إلا في دولتنا الحبيبة الكويت، مما يعكس دوركم الإنساني وغير المحدود لتلمُّس معاناة أبنائكم من ذوي الإعاقة البصرية.
وأضاف أن أبناءك في جمعية المكفوفين قدموا الكثير من الإنجازات على الصعيد الداخلي، ومن أهمها طباعة كتاب الله القرآن الكريم، حيث أصبحنا من الدول الأولى في طباعة القرآن الكريم، بل حتى الدول التي كانت تسبقنا اليوم تأخذ منا المصحف المبارك بطريقة برايل، والذي يعكس الدور الانساني والرعاية السامية التي تولونها لنا في جمعية المكفوفين.