يقال إن بقرة الفريج قد تم حلبها خلال السنوات الماضية حلباً جائراً أنهكها وألزمها البقاء في الحظيرة من شدة الحلب الجائر وعدم رحمة الحالبين بها! وجاء دور حلب النملة التي يبدو عليها علامات الصحة والنشاط والحيوية والحليب الوفير، حيث كانت تعيش في الخارج بعيدة عن أعين الفاسدين ومتناول المتنفذين من الساسة وأصحاب القرارات الشعبوية!

النملة «المتبتبة» كانت تقضي معظم فترات حياتها في المنتجعات الأوروبية والأميركية! وكنّا ندخرها للأجيال القادمة رصيداً للظروف وللأيام السود! فهل استعجلنا بإجراءات حلب النملة المتبتبة بسبب عجز وهرم ومرض البقرة أم أنه فرض علينا ذلك؟!

Ad

يقال إن بعض القياديين والمستشارين الماليين وبعض المؤسسات المالية العالمية قد اقترحوا اتخاذ القرار بحلب النملة المتبتبة التي كانت بعيدة عن أعين الحلابة وإعطاء البقرة الحلوب إجازة مرضية للسكن في «بيت الفيل»، الذي يقال إنه قد كلّف الدولة ما يقارب 270 ألف دينار تعقبها إجازة للراحة والاستجمام، ومن ثمّ إحالة البقرة الحلوب للتقاعد لتجاوزها السن القانونية، ولعدم تمكنها من القيام بالمهام المطلوبة منها خلال السنوات الماضية، حيث لم تعد البقرة الحلوب عالة فقط على حالبيها، بل بها ضرر على ما يجاورها من الحيوانات والبشر بسبب عدم العناية بها وسوء إدارة تغذيتها وتنميتها خلال العقدين الماضيين!

أعتقد أن هذه العبارات ليس فيها رمزية أو تورية، فهي واضحة وضوح الشمس! كما أن المقترحات والنصائح التي أبداها بعض القياديين والمستشارين الماليين شفافة ونزيهة تقوم على الأمانة والمهنية المالية والاستثمارية في عصر العولمة والرقمية والحوكمة وإعادة الهيكلة وبعيدة عن تأثير المتنفذين والفاسدين والمفسدين، حيث إنها تهدف إلى تحقيق الأمن المالي والراحة الأبدية للبقرة الحلوب وتحقيق الأمن الغذائي واستدامته للمواطنين من خلال الاعتماد على النملة المتبتبة كبديل استراتيجي ناجح ومصدر جديد للأمن الغذائي الحليبي الذي تم استنزافه من البقرة الوديعة خلال العقود الماضية.

ويبقى السؤال: كيف يمكن توفير متطلباتنا من الحليب والغذاء في حالة مرض أو موت نملتنا المتبتبة؟! هل فكر وخطط المستشارون والقيادات الإدارية والاقتصادية والمالية والاستثمارية في بديل لمتطلباتنا الضرورية ومواجهة التحديات والمتغيرات المستقبلية، أم أننا نسير على البركة ومحاسن الصُّدَف؟!

ودمتم سالمين