استوقفني تصريح وكيل وزارة الكهرباء الدكتور عادل الزامل بوصفه استهلاك الكويتي بأنه عالٍ جداً «ويُعتبر مُسرفاً» مقارنة مع استهلاك الياباني من الكهرباء، إذ يبلغ أربعة أضعافه، رغم أن اليابان دولة صناعية وزراعية، مستدركاً بأن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف تتسبب في رفع متوسط استهلاك الفرد الكويتي من الكهرباء.

على العموم أي مقارنة بين متوسط استهلاك الفرد من الطاقة يجب أن تخضع لمعايير علمية ودلالات استنتاجية يمكن الركون إليها تراعى فيها الجوانب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية بهدف الوصول إلى توصيات وتدابير تساهم في خفض متوسط الفرد من استهلاك الكهرباء.

Ad

من الواضح أن عوامل كثيرة ساهمت في رفع هذا المتوسط الحسابي، ومنها التوسع العمراني والرفاهية الاجتماعية وزيادة السكان وطول موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى تجاوز قدرة محطات الكهرباء التي تمد مدن الكويت بما تحتاجه من كهرباء، خصوصاً في ذروة شهور الصيف، لذلك قد لجأت الحكومة إلى مجموعة من التدابير الاحترازية وقد تلجأ إلى وضع ضوابط جديدة، وربما قد تلجأ إلى نظام الشرائح أو قد ترفع يدها عن تقديم دعوم الكهرباء.

في دراسة سابقة لوزارة الكهرباء أشارت إلى أن استهلاك الكهرباء للوحدات السكنية يعد الأعلى على مستوى العالم، وهذا كلام دقيق من الناحية الرقمية، إلا أنها خلت من المقارنات العلمية عندما أغفلت بيان متوسط مساحة ومربع البناء مما يعد انحيازاً إحصائياً لا يمكن التعويل أو الاعتماد عليه.

وعلى الرغم من غياب المقارنات العلمية الرصينة، فإن موضوع توفير احتياجات الكويت من الكهرباء مطلب يتماشى ومفهوم الرفاهية الاجتماعية الذي رفعت حكومات دولة الكويت المتعاقبة شعاره، لذلك لابد من تسليط الضوء على بعض الجوانب التي من شأنها الحلول الممكنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

1 - توجيه وتشجيع القطاع السكني والصناعي والزراعي نحو استخدام الطاقة الشمسية.

2 - منع استيراد الأجهزة الكهربائية التي تستهلك كميات أعلى من نظيراتها كأجهزة التكييف.

3 - توجيه الإدارات الهندسية لإيجاد تصاميم بناء تتماشى والظروف المناخية.

4 - استمرار حملات الترشيد في مواسم الذروة.

5 - تغيير منظومة إنارة الشوارع والمباني الحكومية إلى الطاقة الشمسية.

6 - التحول إلى المدن الذكية والمباني الخضراء.

هذه الأمثلة قد تساهم في تقليل متوسط استهلاك الفرد الكويتي من الكهرباء خلال الفصول المعتدلة لكنها حتما لن تحل الإشكالية التي ذكرها السيد وكيل وزارة الكهرباء بأن نسبة 70 في المئة من الكهرباء تستهلكه مكيفات التبريد، لذلك الحل الحقيقي هو التحول إلى إنتاج الكهرباء الأقل تكلفة من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة للاستفادة من الطاقات المتجددة وغير المتجددة بالشراكة مع القطاع الخاص لتوفير احتياجات الدولة من الكهرباء.

نقطة أخيرة:

على الرغم من أن ارتفاع متوسط استهلاك الفرد الكويتي من الكهرباء ليس بالجديد، فإنه يدعونا إلى التساؤل حول ما عملته وزارة الكهرباء ومعهد الأبحاث العلمية لحل هذه المشكلة!

ودمتم سالمين