أكد سفير فرنسا لدى الكويت، أوليفييه غوفان، أن «فرنسا وشركاءها مصممون على تقديم كل الدعم اللازم لأوكرانيا، لمواجهة العدوان الروسي، لافتاً إلى أن «على موسكو أن تفهم أننا سنظل صامدين ما دام كان ذلك ضرورياً».
وقال غوفان لـ «الجريدة»: «في الأيام الأخيرة، ذكّر الرئيس إيمانويل ماكرون بحقائق مفادها بأن هناك معتدياً هو روسيا، وهناك ضحية هي أوكرانيا»، مضيفاً: «لقد كنا نحن، والأميركيون والأوروبيون والكنديون واليابانيون والعديد من الدول الأخرى، على حق عندما دعمنا أوكرانيا، وفرضنا عقوبات على روسيا قبل ثلاث سنوات، وسنواصل القيام بذلك».
وأعرب عن امتنان فرنسا لجميع الدول التي قدمت المساعدة لكييف ولاتزال مستمرة في ذلك، مشيداً «بشكل خاص بأولئك الذين يقاتلون منذ البداية، لأنهم يقاتلون من أجل كرامتهم، واستقلالهم، ومستقبل أطفالهم، وأمن أوروبا».
واعتبر أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا على أساس ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بما في ذلك سيادة الدول وسلامتها الإقليمية؛ «ففي يوم الاثنين، 24 فبراير، عبّرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن موقفها بوضوح من خلال تأكيد دعمها لأوكرانيا، وسيادتها، وسلامتها الإقليمية، وبأغلبية ساحقة، تبنت الجمعية العامة قرارين متتاليين، أحدهما قدمته أوكرانيا، حيث أعادت التأكيد على هذه المبادئ وأولوية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
ولفت إلى أن «فرنسا بادرت، إلى جانب شركائها الأوروبيين ودول من مناطق أخرى في العالم، لتحقيق هذا الهدف الذي أعربت أوكرانيا عن امتنانها له، ومن خلال القرارين الثامن والتاسع بشأن حرب العدوان الروسية ضد أوكرانيا، أكدت الجمعية العامة مرة أخرى الحاجة إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم لأوكرانيا والعالم».
وأضاف: «يجب أن نتذكر أيضاً أن أغلبية الدعم الذي يُقدم لأوكرانيا اليوم – سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً – يأتي من الأوروبيين، حيث تحملت أوروبا مسؤولياتها باستمرار، والتزمت بتقديم 138 مليار يورو من المساعدات الأوروبية لدعم أوكرانيا، وهو ما يمثل حوالي 60 في المئة من إجمالي المساهمات».
ورأى أن «الضمانات الأمنية يجب أن تأتي بشكل أساسي من الأوروبيين، حيث إنها شرط أساسي لأمن أوروبا نفسها»، مشدداً على أن «السلام الذي تسعى إليه فرنسا لا يمكن أن يكون مجرد وقف لإطلاق النار دون ضمانات».
وأكد أن الأوروبيين ينظرون إلى أن «ضمان الأمن والاستقرار طويل الأمد لأوكرانيا والمنطقة مسألة وجودية»، مشيراً إلى أنه «منذ قمة لندن في 2 مارس 2025، تعمل فرنسا مع شركائها، خصوصاً مع المملكة المتحدة، بشأن مسألة الضمانات الأمنية، موقنة بأن الطريقة الوحيدة لضمان احترام السلام أن نكون أقوياء، وأن نحافظ على قدرات ردع قوية».