قال مسؤولان أردنيان، إن رئيس المرحلة الانتقالية في سورية، أحمد الشرع، سيزور المملكة غداً، وسيلتقي الملك عبدالله بن الحسين، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين.
وتأتي الزيارة الثالثة للشرع إلى خارج سورية، عقب زيارته إلى السعودية ثم تركيا، بعد أن أثارت مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بـ «إخلاء جنوب سورية من القوات العسكرية للنظام الجديد بشكل كامل»، ومنع دخول هيئة تحرير الشام والجيش السوري الجديد إلى المناطق الواقعة جنوب دمشق، وزعمه فرض مظلة حماية للأقلية الدرزية، ضجّة كبيرة، وسط حالة ارتباك لدى الإدارة السورية التي تسعى لتجنّب الدخول في صدامات دبلوماسية أو عسكرية، للتركيز على الأوضاع الداخلية.
وخرجت تظاهرات شعبية في عدة مدن بمحافظة درعا وريفها، في مقدمتها بصرى الشام ونوى، رفضاً لـ «التدخل السافر في الشأن السوري»، ومطالبة نتنياهو بنزع السلاح من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، حيث تقوم قوات إسرائيلية بالتوغل بتلك المناطق، إضافة إلى شنّها هجمات قتلت في إحداها 3 عناصر أمن سورية تتبع الإدارة الجديدة، منتصف يناير الماضي في القنيطرة.
وفي حين تجمّع العشرات من المواطنين في ساحة الكرامة، وسط السويداء، التي تتركز بها الأقلية الدرزية، احتجاجاً على تصريحات نتنياهو التي جاءت في وقت حساس، وسط انقسام داخلي بالمحافظة، أصدرت «غرفة عمليات الحسم والعمليات المشتركة بالسويداء» بياناً رفضت فيه تشكيل بعض أبناء السويداء لـ «مجلس عسكري» جديد، محملةً عناصره المسؤولية عن أي مضاعفات تحدث إثر خطوتهم التي تأتي في وقت تسعى الحكومة المؤقتة في دمشق إلى حل كل الفصائل المسلحة وتشكيل جيش موحد.
في غضون ذلك، سافر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى أنقرة، في زيارة غير مجدولة مسبقاً، تحدثت تقارير عن طلب حكام دمشق الجدد المساعدة من تركيا بمواجهة التصعيد الإسرائيلي الأخير لنتنياهو، والتي تعد بمنزلة إعلان رسمي لاحتلال مناطق جديدة في الجنوب السوري، بعد استيلاء القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة وعدة نقاط بعمق الجولان عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وأكدت المصادر أن زيارة الشيباني، التي تتزامن مع زيارة نظيره الروسي لافروف إلى أنقرة، ربما تشهد عقد لقاء بين الوزيرين، لكن هدف زيارة الوزير السوري الرئيسة طلب مساعدة تركيا في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الذي تضمّن تحليق طائرات مقاتلة على ارتفاع منخفض بمحافظتَي القنيطرة ودرعا، أمس، وقرب الحدود اللبنانية، حيث تنشط عمليات تهريب أسلحة لـ «حزب الله».
وفي ظل التوجهات الإسرائيلية الصريحة باحتلال مناطق جديدة في الجنوب السوري، وإطلاق نتنياهو تصريحات عدائية تجاه دمشق، فإن الأوضاع مرشحة للتصعيد، رغم حرص السلطات السورية الجديدة على خطاب الطمأنة لكل الدول المجاورة، وسعيها للحصول على اعتراف دولي رسمي يمكّنها من رفع العقوبات الاقتصادية وتحسين الأوضاع المعيشية المتردية، بعد سنوات الحرب الأهلية التي امتدت لنحو 14 عاماً.
إلى ذلك، وافقت دول الاتحاد الأوروبي، رسمياً، على تعليق مجموعة من العقوبات المفروضة على سورية، بهدف دعم المرحلة الانتقالية.
وذكر الاتحاد أن الخطوة تهدف إلى تسهيل التعامل مع سورية وشعبها وشركاتها في مجالات رئيسية، كالطاقة والنقل، فضلاً عن تسهيل المعاملات المالية والمصرفية المرتبطة بهذه القطاعات وتلك اللازمة للأغراض الإنسانية وإعادة الإعمار، مشدداً على أن سقوط النظام القمعي يمثّل بداية عصر جديد من الأمل للشعب السوري، وينبغي أن تتاح الفرصة لجميع السوريين، في البلاد وفي الشتات، للمشاركة في إعادة بناء بلدهم.
من جهة أخرى، تلقّى الشرع دعوة رسمية من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للمشاركة في القمّة العربية الطارئة، المقرر عقدها بالقاهرة في 4 مارس المقبل لبحث الأوضاع بغزة، في ضوء الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن القطاع الفلسطيني.