نظمت رابطة الأدباء الكويتيين مؤتمرا صحافيا للإعلان عن انطلاق جائزة تحمل اسمها في مجال الشعر، والرواية، والقصة القصيرة، وذلك في مقر الرابطة بمنطقة العديلية، بحضور راعية الجائزة الشيخة أفراح الصباح، ومجلس إدارة الرابطة، وجمع كبير من المثقفين والأدباء.
وفي بداية حديثه، رحب الأمين العام للرابطة، م. حميدي المطيري، بالحضور قائلا إن الرابطة نظمت احتفالية، إضافة إلى الاحتفالات الأخرى التي نراها في بلدنا الحبيب، حيث إن الكويت اختيرت لتكون عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025، مضيفا «احتفالية الليلة هي لإطلاق جائزة رابطة الأدباء الكويتيين، برعاية كريمة من الشيخة أفراح المبارك الصباح».
وقال المطيري: «الشيخة أفراح الصباح مشكورة هي التي بادرت بالتعاون مع الرابطة من خلال اتصالها وطلبها أن تعرف ماذا لدينا من مشاريع وخطط لتطوير الرابطة ودورها في المشهد الثقافي، ونحن نثمّن لها هذه المبادرة، وكانت لدى الرابطة فكرة الجائزة التي أشكر بشأنها الروائي عبدالله البصيص، الذي قدّمها للرابطة كمقترح، وقمنا في مجلس الإدارة بالموافقة عليها، وعند طرحها على الشيخة أفراح، وافقت عليها، وطلبت أن تكون فكرة الجائزة وطريقة تنفيذها واضحة للجميع».
وبيّن أن الجائزة تكون محلية مع انطلاقتها، لكننا نطمح في أن تصل إلى مصاف الجوائز العربية».
وأكد أن الجائزة مستقلة في عملها عن مجلس إدارة الرابطة، وذلك لتكون هناك شفافية ومصداقية وموضوعية، لافتا إلى أن الجائزة لها مجلس أمناء، ومضيفا «أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للأساتذة الكبار أعضاء الرابطة الذين بادروا وتطوعوا أن يكونوا في المجلس، وهم د. سليمان الشطي، د. نورية الرومي، ود. مرسل العجمي، وسوف تكون للجائزة لجنة تحكيم مستقلة».
وبيّن المطيري أن السبب حول جعل الجائزة لأعضاء الرابطة بأن الفكرة في إطلاقها هي أن نكسر الحاجز الموجود حاليا بين الكتّاب وبين الرابطة، فالشباب حاليا ربما كانوا عازفين عن التواجد في الرابطة، وحضور الفعاليات والمشاركة فيها، فلذلك كون هناك جائزة للرابطة حاليا، خاصة بالأعضاء، فذلك لنشجّع على الانضمام والحصول على عضوية الرابطة، كما نشجع الأعضاء الموجودين على نشر وإطلاق إبداعاتهم، لتكون على نطاق أوسع، مضيفا أنهم يطمحون في المستقبل لأن يصلوا إلى «العربية» والعالمية.
وبخصوص استقبال المشاركات للجائزة، ذكر أنه سيتم استقبال الطلبات للمشاركة في الدورة الأولى اعتبارا من اليوم، واستمارة التسجيل موجودة في موقع الرابطة الرسمي، على أن يوفّر المشارك خمس نسخ من عمله الأدبي، مضيفا «مع افتتاح الموسم القادم للرابطة، سيتم الإعلان عن الفائز في الحقول الأدبية المشاركة».
منارة ثقافية
من جانبها، شكرت الشيخة أفراح، المطيري والرابطة على هذه المنارة التي نعيش فيها، تزامنا مع الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي لعام 2025، قائلة: رابطة الأدباء من المنارات الثقافية المهمة في عالمنا العربي، فقد خرج من عباءتها الكثير من الأدباء، والمبدعين، ولا ننسى أن النادي الأدبي الذي شُكّل عام 1924، كان له الأثر الكبير في إضفاء المسحة الأدبية على المجتمع الكويتي، وكانت هناك جهود شعبية وفردية وليست حكومية، لذلك فإن هذا يعطي انطباعا بأن النشاط الثقافي والأدبي كان منذ البداية بجهود فردية وشعبية. لذلك، كمسؤولية مجتمعية رأيت أن الثقافة لا تزدهر إلا بازدهار الكتب، ولا تزدهر إلا بازدهار الكتّاب والناشرين».
وأضافت الصباح: «هذه الجائزة التي تعطي للكتاب أهميته وتسليطه للضوء على الناشر أولا، وعلى الكاتب والمؤلف، وأيضا في المحصلة رابطة الأدباء الكويتيين التي نكن لها الكثير من الاحترام، وأنا من خلال البحث مع أمين الرابطة تحدثت عن المعضلة التي يعيشها المجتمع العربي من خلال الثقافة والأدب، فنحن نعيش في ضفتين لا تلتقيان، فالثقافة في العالم العربي تعاني خللا، وهذا الخلل هو هذا الوسيط الذي لم يكن بقدر تطوّر المجتمع، فالمجتمع دائما في حالة تطور وتغيير، لكنّ الوسائط بقيت كما هي، ونحن نريد لهذه الوسائط أن تجدد وأن تعيد مكانتها، وأن نعيد الثقة للشباب في أن يمرّوا أمام هذه البوابة الجميلة، ولا يهابونها، ولا يكون في داخلهم الكثير من الرعب والحيرة، فالبوصلة الثقافية في المجتمع العربي فقدت اتجاهها، والشباب فقدوا هذا الاتجاه، فإلي من يلجأون، وإلى متى يلجأون؟ لذلك فقد أتت هذه الجائزة في وقتها».
الريادة الثقافية
ولفتت الصباح إلى أن هناك العديد من الجوائز في دولة الكويت، ومنها جائزة د. سعاد الصباح، ومنتدى المبدعين، وجائزة الأديب إسماعيل فهد إسماعيل، وأيضا من الجوائز العربية، ومنها جائزة سلطان العويس، وجائزة الملتقى للقصة القصيرة للأديب طالب الرفاعي، وجائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب، وجائزة القلم الذهبي التي أطلقت أخيرا، مبينة أن هذه الجوائز لها دور كبير في تسليط الضوء على الأدباء والمثقفين، ولا ننسى أن تلك الجوائز سوق رائج ورابح للمؤلف والناشر، وأيضا هذه الجوائز يمكن أن تحلّق بالأدباء والأديبات إلى العالمية، حيث تترجم كتبهم، ونرى الكثير من الأمثلة مثل الروائي سعود السنعوسي، والروائية بثينة العيسى، وغيرهم، مضيفة «كل هذه الأشياء لها الأثر في عودة الريادة الثقافية بالكويت، وهذا الهدف من هذه الجائزة أن تتسيّد الكويت مكانا ساميا ثقافيا، في ظل رعاية سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد، وأتمنى من الله عز وجلّ أن تكون هذه الجائزة لها الأثر الفعال، ويمكن الجائزة الآن تبدأ محلية، ونتمنى مستقبلا أن تصل إلى الضفة الأخرى (ضفة الأشقاء العرب)، بإذن الله، ومن ثم تصل إلى (العالمية) بجهود الجميع».
أدباء ومثقفون: حلم أصبح حقيقة
على هامش المؤتمر، التقت «الجريدة» بعض الأدباء والمثقفين لتسألهم عن رأيهم في الجائزة، فقال الروائي عبدالله البصيص «نشكر مجلس إدارة رابطة الأدباء على تبنّي هذه الفكرة، وقيامهم بالمجهود الكبير في تحقيق هذه الجائزة على أرض الواقع، وأيضا نشكر الشيخة أفراح الصباح على دعمها ورعايتها الكريمة لهذه الجائزة التي ستكون مشجعة للأدباء الكويتيين وتقديم أفضل ما لديهم».
أما أمين صندوق الرابطة، الشاعر سعد الأحمد، فقال إن هذه مبادرة مميزة جدا ومهمة في تاريخ الرابطة، مشيدا بالشيخة أفراح المبارك على رعايتها ودعمها لجائزة الرابطة. من جهتها، وصفت الشاعرة عائشة العبدالله جائزة الرابطة بأنها مهمة في دعم الثقافة والكتّاب، وتشجيع الشباب على التواصل فيما بينهم وبين الرابطة.
من جانبها، قالت رئيسة أكاديمية الأدب في الرابطة، لوجين النشوان، إن وجود هذه الجائزة وإطلاقها من الرابطة هو حلم تحقّق، فقد كان عبارة عن هدف بعيد المنال، لكنه أصبح حقيقة بفضل الجهود التي قام بها الأمين العام للرابطة، حميدي المطيري، والشيخة أفراح المبارك، التي تفضلت برعاية كريمة بدعم هذه الجائزة، لافتة إلى أنها خطوة مهمة وإضافة جديدة على خريطة الأدب على المستويين الخليجي والعربي مستقبلا، بسبب القيمة الأدبية والمادية والمعنوية التي تقدّمها هذه الجائزة.