أصدر الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبدالله القتم كتاباً جديداً بعنوان «المدائح النبوية في الشعر الكويتي»، يقدم من خلاله بحثاً دقيقاً ورصداً جميلاً لشعراء الكويت الذين أنشدوا في مدح النبي الكريم.
ويقسم القتم إصداره الجديد، الموزع على أكثر من 340 صفحة، إلى فصلين، يتضمن الفصل الأول 3 أقسام، القسم الأول خصص لمدائح صدر الإسلام، والثاني لمدائح العصور الإسلامية، أما الثالث فجاء بعنوان المدائح في العصر الحديث، ويتضمن الفصل الثاني من الإصدار قسمين، الأول: تاريخ المدائح النبوية في الكويت، حيث يشمل رصدا رائعا منذ بداية تأسيس الكويت، ويسلط الضوء على أوائل الشعراء الكويتيين الذين كتبوا المدائح في الرسول الكريم، كما يفرد الإصدار لشعراء حقبة الخمسينيات في الكويت عبر صفحاته، ولم يهمل د. القتم شعراء الكويت الشباب، حيث يصفهم بأن لهم دورا كبيرا في صناعة المدائح ونظمها، ثم يقدم في نهاية الفصل الخاتمة متضمنة المراجع والمصادر.
ولأن الدكتور القتم اعتاد تقديم إصدارات قيمة، فهو يتبع منهجا أكاديميا، سواء في البحث أو الرصد أو التأليف، لذلك لا يصدر كتابا مبتورا أو ناقصا بل يسعى إلى استكمال مراحل إنجاز الإصدار بشكل دقيق، فلا يدع مجالا إلا وأعطاه حقه، لذلك بدأ الإصدار بتسليط الضوء على الشعراء الذين نظموا القصائد في مدح الرسول في صدر الإسلام أو في العصور الأخرى، ثم مضى من خلال جدول زمني دقيق يسلط الضوء فيه على أبرز الشعراء الذين كتبوا عن الرسول الكريم.
مكتبتي الخاصة
وحول الإصدار الجديد، يقول د. القتم: «منذ أن بدأت في عمل هذا البحث في رمضان 1445هـ، الموافق مارس ۲۰۲4م، وأنا أستعمل جل مصادر البحث من مكتبتي الخاصة، ولكن تنقصني بعض المصادر والمراجع، لذا لجأت إلى الأستاذ الدكتور والباحث يعقوب الغنيم، الذي لم يقصر في مَدِّي ببعض المصادر والكتب النافعة، فله الشكر والامتنان، كما أوجه شكري وتقديري لابن العم إبراهيم، الذي أمدني ببعض القصائد، وخاصة قصائد الشباب، فلم يبخل علي بالجهد والبحث معي».
وتابع: «ولا يمكن أن أنسى الزميل والصديق الكبير الأستاذ الدكتور أحمد عبدالتواب على بذل جهده ووقته في مراجعة البحث وتصحيحه، وما أسداه إلي من نصائح مثمرة، وأشكر أيضاً صديقي جاسم علي محمد على سعيه معي في كثير من الأعمال التي تتعلق بالبحث، وأشكر أيضاً ابنيّ محمد وعلي على المساعدة».
صفاته ومعجزاته
وعن مضمون الإصدار، يوضح القتم: «يعتمد هذا البحث أو الإصدار على مجموعة من شعراء الكويت ممن ذكروا الرسول الكريم، وأبرز صفاته وبعض معجزاته، وما يتسم به الرسول العظيم من أخلاق حميدة، وخصال عظيمة، ثم يرى بعضهم فيه شفيعا لهم يوم القيامة، وناصراً لهم وقت الشدة، ونظم معظم قصائدهم تأتي في مناسبات دينية، كالإسراء والمعراج، أو الهجرة النبوية أو ميلاد رسول الله - عليه أفضل الصلاة والسلام».
شخصية فذة
وعن الهدف الذي ينشده من تقديم هذا الإصدار القيم، ذكر القتم: «في مجتمع محافظ كالكويت تسود فيه العاطفة الدينية، وتنجذب الشخصية السوية إلى مبادئ الدين وقيمه، وتتمثل تلك القيم والمبادئ في شخصية رسول الله، محمد بن عبدالله - عليه أفضل الصلاة والسلام، ما يدفع الشعراء إلى نظم القصائد، أو المقطوعات في مدح هذه الشخصية الفذة في تاريخ البشرية».
وأضاف: «منذ عرفت الكويت موقعاً وتاريخاً كان هناك شعراء، لم يصل إلينا كثير من أشعارهم، وخصوصا المتقدمين منهم، بسبب الجهل، أو تفشي الإهمال، أو ضياع قصائدهم لأسباب متعددة، وأحاول في هذا البحث أن أعرض لهؤلاء الشعراء، وما صاغوه من قصائد في مدح رسول الله، مع تعريف بسيط لهم، وبيان بعض الغوامض في كلمات بعضهم، وأنا أحاول جهدي في هذا المجال، ومن الله التوفيق والسداد».
ويتحدث القتم خلال الإصدار عن بداية المدائح النبوية في الكويت مع بداية الاحتفال بالمولد النبوي، ويسمى «المالد»، مشيراً إلى أن «أول من سُجِّل شعره الشيخ عثمان بن سند الوائلي، المولود في جزيرة فيلكا سنة 1766م، ومنذ ذلك العصر توالى الشعراء ينظمون أشعارهم ويسجلونها، وبعد عثمان بن سند جاء عدة أشخاص لم يحفظ لنا التاريخ منهم سوى السيد عبدالجليل الطبطبائي، ومن بعده تلاميذه، إلى عصرنا الحاضر، لذا سأتناول كل هؤلاء الشعراء الذين وضعوا رسول الله -عليه أفضل الصلاة والسلام- هدفاً لقصائدهم».