تحدَّث الأستاذ والباحث في الشعر عبدالله حمود الشمري عن موضوع مهم، وهو جودة الشعر، التي تُعد من القضايا الأساسية في الأدب العربي، حيث تتداخل فيها العناصر الفنية والجمالية والثقافية، لافتاً إلى أن معيار جودة الشعر يعتمد على مجموعة من العوامل التي تسهم في تحديد قيمته الأدبية والفنية.

وقال الشمري، في تصريح لـ «الجريدة»، إن أحد أبرز معايير الجودة في الشعر هو الشكل الفني والصياغي للقصيدة، فالشعر الجيد يُصاغ بلغة سهلة ومترابطة يفهمها العامي، ويتذوَّقها الناقد، ثم يأتي دور الفكرة والشعور والموضوع، وهذا الدور هو الذي يسهم في رواج القصيدة وشيوعها بين الناس.

Ad

ولفت إلى أن الشعر يتصل عادة بتجربة إنسانية يصوغها الشاعر على شكل قصيدة. أما اللغة المستخدمة في الشعر، فمن العناصر الأساسية التي تحدِّد جودته، حيث يتطلَّب الشعر الجيد استخداماً دقيقاً للغة، ويتم توظيف المفردات بطريقة تجعلها تنبض بالحياة.

وذكر الشمري أن البنية الشعرية والأوزان والقوافي تشكِّل الهيكل الأساسي للنص، حيث يعتمد الشعر التقليدي على الأوزان المقررة والقوافي، فيما الشعر الحديث قد يتجه نحو حُرية التعبير. ومع ذلك، فإن انتظام البنية الشعرية، حتى وإن كانت غير تقليدية، لا ينفي الجمال فيها، فالشكل، عمودياً كان أم نثرياً، لا مشكلة فيه.

وحول أهمية الشعر، قال إنه يُعد معالجاً ومدرباً ومطوراً ذاتياً في الحياة اليومية، متابعاً: «من خلال الشعر من الممكن أن نفهم أنفسنا، ونفهم الحياة والناس، ونعرف كيف نتعامل معهم، فالشعر مستشار في العلاقات الاجتماعية والأسرية، ومستشار في جميع مجالات الحياة، حتى في الإدارة وفلسفة المال تجد الإجابة في الشعر، فهو بمنزلة عصارة تجارب الآخرين، صِيغت لنا في قالب فني جميل، لنستمتع ونتغنَّى ونستفيد من هذه التجارب».