أكدت الكويت وأوزبكستان أهمية تعزيز الحوار السياسي والعلاقات التجارية والاقتصادية والتبادل الثقافي والإنساني والتعاون بين الأجهزة الأمنية والدفاعية وأجهزة إنفاذ القانون.
وقال الجانبان، في بيان مشترك اليوم، عقب الزيارة الرسمية لرئيس أوزبكستان إلى الكويت، إنه «استجابة لدعوة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، قام رئيس أوزبكستان، شوكت ميرضيائيف، بزيارة رسمية إلى الكويت خلال الفترة من 17 إلى 18 الجاري، وقد تميّزت هذه الزيارة بأجواء بنّاءة وأخوية، حيث اتفقت قيادتا البلدين على تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
وأثنى سمو الأمير على جهود رئيس أوزبكستان في ترسيخ السلام والأمن وحسن الجوار ودعم مسارات التكامل في منطقة آسيا الوسطى.
كما رحّب سموه بترؤس أوزبكستان الاجتماعات التشاورية لرؤساء الدول، وبمساهمتها في تعزيز التواصل/ الاتصال الإقليمي والتنمية المستدامة.
من جهته، أشاد رئيس أوزبكستان بجهود سمو الأمير لدعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقدّم الرئيس تهانيه للكويت بمناسبة توليها رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لهذا العام.
وشكر ميرضيائيف سمو الأمير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، كما قدّم التهنئة لسموه بقرب حلول الأعياد الوطنية في الكويت، احتفالا بالذكرى الـ 64 للاستقلال، والذكرى الرابعة والثلاثين للتحرير، ودعا سموه للقيام بزيارة رسمية إلى أوزبكستان، على أن يتم تحديد موعدها عبر القنوات الدبلوماسية.
تطور العلاقات
إلى ذلك، أشاد الجانبان بالتطور الملحوظ في العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول آسيا الوسطى.
ورحّب الجانبان بالقمة الثانية المرتقبة لقادة مجلس التعاون ودول آسيا الوسطى التي ستعقد في مدينة سمرقند.
وأكد الجانب الكويتي، بصفته الرئيس الحالي لمجلس التعاون، التزامه الكامل بدعم وتعميق التعاون بين المجلس ودول آسيا الوسطى في مختلف المجالات.
وتناول الجانبان، بعناية، الأبعاد الرئيسية للعلاقات الكويتية - الأوزبكية، وحددا المسارات الرئيسية لتطويرها مستقبلا.
توسيع الشراكة
وسعيا لترسيخ وتوسيع الشراكة بين البلدين، شدد الجانبان على مواصلة الجهود لتنمية الشراكة الشاملة في جميع المجالات ذات المنافع المشتركة، وأهمية إجراء مشاورات سياسية سنوية على مستوى كبار المسؤولين بالتناوب، يناقش فيها جدول أعمال العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والعالمية.
وأبرز الجانبان أهمية الاجتماع الوزاري الأول للجنة المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والفني بتوسيع التعاون المشترك في مجالات مختلفة، مثل المجال المالي والتجاري والاقتصاد الرقمي والاستثمار والطاقة والإعمار والبنية التحتية للنقل والابتكار والطاقة المتجددة والزراعة والقوى العاملة والثقافة والسياحة والتعليم، حيث عقد هذا الاجتماع في مدينة طشقند خلال الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر 2024.
واتفق الجانبان على عقد اجتماعات منتظمة بين الجهات المعنية في البلدين، وبشكل خاص عقد جلسات للجنة المشتركة المعنية بالتعاون التجاري والاقتصادي والفني، وذلك بهدف تهيئة ظروف ملائمة للتجارة المتبادلة وتنويع التجارة بشكل شامل وزيادة حجمها.
فرص استثمارية
وأعرب الجانب الكويتي عن نيّته لتحفيز القطاع الخاص بالكويت لاستكشاف فرص استثمارية في أوزبكستان، وذلك عبر غرفة التجارة والصناعة، بينما أكد الجانب الأوزبكي جاهزيته لاستقطاب المستثمرين الكويتيين، وتقديم الدعم اللازم وفقا للتشريعات المعمول بها.
وقد توصل الجانبان إلى اتفاق لتبادل التكنولوجيا والخبرات بغرض تعزيز إنتاجية المحاصيل والمواشي، وذلك لتعزيز الأمن الغذائي من خلال التعاون المشترك بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
خطوط جوية مباشرة
وأكد الجانبان الحاجة الملحّة إلى تعزيز الجهود المشتركة من أجل إنشاء خطوط جوية مباشرة ودورية بين البلدين، وكذلك العمل على تطوير قطاع السياحة وتسهيل الإجراءات اللازمة لهذه الأغراض.
كما اتفق الجانبان على توسيع نطاق التعاون بهدف تحسين الصحة العامة وتبادل أفضل الممارسات في مجالات الرعاية الصحية والطب والصيدلة، واستمرار الحوار في مجال النظام الطبي الذي يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
تعاون دفاعي وأمني
وأعرب الجانبان عن تضامنهما في تأسيس وتقوية العلاقات بين الأجهزة الدفاعية والأمنية وجهات إنفاذ القانون، إضافة إلى توسيع التعاون في مجالات تدريب الكوادر وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.
كما أكد البلدان ضرورة احترام السيادة والوحدة الإقليمية للدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وحلّ النزاعات بشكل سلمي وفقا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأعرب الجانبان عن نيتهما تطوير أشكال التعاون القائمة، وإدخال أشكال جديدة في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والرياضة والسياحة والدبلوماسية الشعبية، بهدف تعزيز أواصر الصداقة بين الشعبين.
كما أكدا أهمية تعزيز التعاون في ترويج التراث والثقافة لكلا البلدين واللغات والإنجازات الخاصة بهما، وذلك من خلال تنظيم المعارض والفعاليات الثقافية والفنية.
واتفقا على تبادل العلماء والمختصين في مجال الحفاظ على التراث الأثري والفني والثقافي وحمايته واستغلاله وإدارته الرقمية وترميمه وتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة في هذا المجال، إضافة إلى تنفيذ أطر أخرى للتعاون من خلال الأنشطة المشتركة في مجال تبادل المعلومات والخبرات.
شراكة تعليمية
وسلّط الجانبان الضوء على أهمية توسيع نطاق التعاون في مجال التعليم العالي، وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وتبادل الكوادر التعليمية والطلبة، وتوسيع برامج المنح الدراسية، وإنشاء برامج تعليمية مشتركة بين الكليات ومؤسسات التعليم العالي.
وجددا تأكيد التزامهما بتعزيز الأمن والسلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي، وأعربا عن استعدادهما لتوسيع نطاق التعاون في إطار الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، وغيرها من المنظمات الدولية.
وقد رحّب الجانب الأوزبكي بالمبادرة الكويتية لتحويل حوار التعاون الآسيوي (ACD) إلى منظمة إقليمية.
وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للنتائج المثمرة للزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ميرضيائيف إلى الكويت، وأكدا أن هذه الزيارة شكّلت قاعدة متينة لتعزيز الشراكة الشاملة بين البلدين.
ورحّبا بتوقيع عدة اتفاقيات تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي وتقوية العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.وأجريت المحادثات الهادفة إلى تعزيز روابط التعاون بين البلدين في أجواء تسودها الصداقة والثقة.