قال «الشال»، إنه لتقييم حدث بمستوى استضافة قطر لكأس العالم، يفترض تناوله من ثلاثة أبعاد، البعد الأول هو المستوى الرياضي، وهو خارج نطاق اختصاصنا، والثاني هو التكاليف، ولم نستطع الحصول على تفاصيلها، لا تلك المرتبطة مباشرة بالحدث، ولا غير المباشرة أو تلك الخاصة برؤية سبقت الحدث ب 14 سنة ولن تنتهي سوى بعده ب 8 سنوات.

وأضاف التقرير، أن البعد الثالث هو موضوع فقرتنا، ونقصد تنظيم دورة رياضية هي الأهم والأكبر على مستوى العالم، وبات أمراً عادياً أن تتشارك دولتان متقدمتان أو أكثر في تنظيمها كما حدث في دورة 2002 التي احتضنتها اليابان وكوريا الجنوبية، ودورة 2026 التي سوف تحتضنها كل من الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

Ad

في التفاصيل، فإن مساحة قطر 11.586 كيلو م2، والمساحة التي احتضنت الحدث لا نتوقع أن تزيد على 500 كيلو م2، أو ما بين 4.0%- 4.5% من تلك المساحة، ويقدر أنها استقبلت نحو 1.5 مليون زائر عبر الحدود على مدى زمني بحدود الشهر الواحد، ليشاركوا سكان قطر البالغ عددهم 2.931 مليون نسمة، وغالبيتهم يسكنون نفس تلك المساحة.

ومنذ بدء البطولة، امتازت حركة الزوار بالسلاسة ما بين وصولهم إلى المنفذ الحدودي وفق إذن مسبق، ودخولهم مدينة الدوحة العاصمة، ولم يلاحظ تأخر أحد عن الحصول على وسيلة نقل لبلوغ مقصده بعد وصوله، ولم يكن هناك تزاحم عند الدخول أو الخروج إلى ومن ساحة الحدث الرياضي، رغم ارتياد نحو 3.4 ملايين مشاهد ل 64 مباراة وبمعدل يفوق 53 ألف مشاهد للمباراة الواحدة، ومثلها حال عودتهم إلى بلادهم مروراً بكل ما سبق، ولم تعانِ تلك المساحة الصغيرة من اختناق مروري.

كما توجه الزوار إلى مقاصدهم أياً كانت بسهولة، فقد كانت الإرشادات المكتوبة والمرئية متوفرة، ولم يعدم الزوار مقاصد الترفيه والثقافة، شاملاً ظاهرة لم تتكرر، وهي ظهور الزوار من كل الجنسيات باللباس الوطني الذي ارتبط نمطياً في الإعلام الغربي بالعنف والإرهاب أو الثراء الغبي، وتلك خطوة ذكية في طريق تغيير ذلك الانطباع. واستطاع الزوار لأول مرة الإفادة من صغر مساحة الحدث والمنظمة بدقة في حضور أكثر من مباراة في يوم واحد، ومن دون قلق حول كلفة الانتقال.

وشهد زوار قطر تفوق كفاءة البنى التحتية، سواء تلك المنشأة لأغراض الحدث المباشر، أو البنى التحتية الدائمة، وحتى تلك الخاصة بالحدث، تم التخطيط لمصيرها ما بعد الحدث وتوفر فائض منها، فكان لكل استاد ضمن الثمانية سيناريو خاص للتعامل معه بمجرد انتهاء الحدث.

ولم يوفق الفريق القطري في تجاوز دور المجموعات وكان أداؤه متواضعاً، ولكن فريق الإدارة والتنظيم القطري فاز بدرع البطولة مقارنة بكل ما سبقه من دورات، وهناك اعتقاد سائد بأن ذلك الفريق تفوق نتيجة الاهتمام بتفاصيل التفاصيل، وتفوق في ضمان أمان الحدث وجمال ونظافة منشآته. وأهدى المنتخب المغربي دعماً مستحقاً لذلك الفريق بأدائه الجميل ليصبح الفريق الأول عربياً وإفريقياً ببلوغه المربع الذهبي ما زاد النجاح التنظيمي تشويقاً، والواقع أن نجاح الاثنين نجاح لكل العرب والأفارقة، وجاءت المباراة النهائية بمستوى إثارة أقرب إلى الأمنية أو الحلم منه إلى الواقع... شكراً قطر، إنها الإدارة.