أول العمود: إلى متى يظل مبنى النادي العلمي بمنطقة جنوب السرة على شكله المتهالك؟
***
ما إن تتم تسمية قائد لوزارة أو هيئة حكومية، حتى نسمع الجملة المعهودة من طيبي القلب: إن شاء الله تنصلح الأمور على إيده!
الحقيقة، وكوني موظفاً سابقاً في الدولة، وقضيت في الخدمة 32 عاماً، فلا أجد في مثل هذه الأحكام العاطفية سبيلاً للتفاؤل، لأسباب منها أن الإدارة العامة تتطلب عوامل نجاح جاء على ذكرها الشاعر والسفير والوزير غازي القصيبي في كتابه الموسوم «حياة في الإدارة».
في نموذجنا الكويتي لانزال في مربع تحييد الجوانب الاجتماعية، وعلاقاتها المتشابكة، وتأثيرها في تقييم الأداء، والترقية، وتقلُّد المناصب، ولايزال توظيف الخريجين يجري بنسبة كبيرة ضمن إطار «الضمان الاجتماعي» والحصول على الراتب.
وهناك ما هو أخطر، وهو غياب خطط الوزارات والهيئات للسنوات المقبلة، فـ «الصحة» تعالج الناس، لكنها لا تتحدَّث عن خطتها في مكافحة أمراض القلب وأنواع السرطانات. ولا نعلم كذلك ما هي خطة التعليم للمنافسة في الاختبارات الدولية، أو مدى مواءمة المناهج لسوق العمل. أما بلدية الكويت، فلا يمكن التعمية على تقصيرها في موضوع إعادة تدوير النفايات، بالتعاون مع شركات متخصصة... زِد على ذلك باقي الوزارات والهيئات.
يتسلَّم القيادي منصبه وأمامه «كوم» من الموظفين الذين لا يحتاجهم حجم العمل، وقد لا يستطيع، لأسباب اجتماعية، إجراء تغيير في عددهم، ويتوه في تفاصيل عمل لا علاقة لها بطبيعة منصبه السياسي، ويجد نفسه في نهاية المطاف أمام إنجازات مدير إدارة، مُنساقاً لكاميرات وسائل الإعلام الإخبارية بشكل بات ينفر الناس من كلمة «إنجاز».
نحن أمام مشكلة حقيقية متعلقة بجهاز الدولة الإداري المُثقل بالبيروقراطية والتوظيف الوهمي وغياب الأهداف، ففيما العالم يُبحر في قضايا الذكاء الصناعي، وطرق التجارة الإقليمية والدولية، والأمن السيبراني، نجدنا في الكويت نتحدَّث عن إصلاح الشوارع، ومكافحة غش الطلبة، وعدم الالتزام بقوانين المرور، وغيرها من المسائل التي تجاوزها الزمن، بتفعيل وظائف المؤسسات الإدارية كما يجب أن تكون.
لذلك ليس من المنطق أن تتوسم خيراً بالاعتماد على اسم قائد المؤسسة وحده، فلنجاح الإدارة أسباب، منها القائد الجيد.