تعتبر الرقابة الذاتية عنصراً مهماً وأثراً إيجابياً وبديلاً أمثل للبيروقراطية، لما لها من استقرار عملي وشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار الصائب. وهي بمثابة بوصلة الاتجاه التي ترسم لنا الطريق في زاوية صحيحة، والسمة القيادية في وضع مؤشرات النجاح والأداء المتميز في إدارة العمل.

فالإدارة الملهمة قادرة على مواجهة التحديات حيث إنها البوتقة التي تنصهر بداخلها كل المفاهيم في نجاح أي تنظيم إداري وصولاً للجودة والتميز ومواجهة التحديات بحزم وإصرار، والقائد المؤسسي الناجح هو الذي يقود أتباعه وكأنه يقود رجلاً واحداً في يده، ويجعل الظروف تعمل لمصلحته.

Ad

ومما جعلني أن أكتب ما شاهدته من تنظيم إداري فعّال، وتسهيل للعمل الإداري في استقبال المراجعين في «قسم تحقيق مخالفات العاصمة»، فمدحي لهم لا يضيف شيئاً، فالبحر لا يزداد بنقطة، والنجوم ليست بحاجة إلى دليل! ولكن حقاً علينا أن نرفع القبعة لهؤلاء الموظفين العاملين في هذا القسم عامةً، وإلى المقدم الحقوقي غانم نهار ضاوي العتيبي، لما له من أثر بارز وصفة التماهي مع الواقع التي تُعد من أهم ركائز الاستراتيجية الناجحة في الإدارة الذاتية الحديثة التي تركز وبشدة على مكارم الأخلاق وطيب المعاملة وتكريس الوقت لتقديم أنقى الخدمات بعيدة عن التعقيد.

فالرقابة الذاتية لعبة فكرية تحقق نجاحات عظيمة، والتوأم الروحي لإدارة الوقت ومفتاح التطور في تحسين دائرة العمل، حيث تقلل من الجهد، وتساهم في تعزيز القدرة على اتخاذ القرار وتجنّب المشاكل المحتملة قبل أن تتصعّد، وتكسب نسبة شعور الرضا والقناعة لدى المراجعين.

ونختم بقول توم سميث الصحافي في «نيويورك تايمز» إن «القيادة هي القدرة على تسهيل الحركة في الاتجاه المطلوب، وجعل الناس يشعرون بالرضا حيال ذلك»... ودمتم ودام الوطن.

* باحث في إدارة الأزمات والأمن الوطني