بعد مسيرة مشرفة حافلة بالعطاء، فقدت الكويت أمس يوسف محمد النصف، أحد رجالات الرعيل الأول، وواحداً من رموز النزاهة والوطنية وأصحاب الرؤى الإصلاحية وشجاعة الموقف ونزاهة الكلمة، ممن خدموا الكويت وكانوا شهوداً على مراحل تطورها.

تلقّى الراحل تعليمه بالمدرسة الأحمدية، ثم انتقل إلى المدرسة الشرقية، وبعد أن أتم دراسته في «ثانوية الشويخ»، اتجه إلى الجامعة، وبعد تخرّجه منها انخرط في العمل السياسي، حيث اختير وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في التشكيل الوزاري الصادر في 3 مارس عام 1985، إلا أنه قدّم استقالته من المنصب الوزاري بعدها بأيام حينما واجهت أفكاره الإصلاحية قيوداً حكومية.

وبعد استقالته اتّجه النصف، بما لديه من خبرات اقتصادية وتجارية متميزة، إلى عمله التجاري الخاص، ليحقق فيه نجاحات بارزة، في موازاة ما عُرف عنه من اهتمامه بزراعة النخيل، حتى أنه توَّج حبه لهذه الهواية بإصداره كتاباً حمل عنوان «نخلتك».

Ad

و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل تدعو العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته في جنات ونهر، سائلة المولى عز وجل أن يلهم أهله ويلهمنا الصبر والسلوان و«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».

وفي تفاصيل الخبر:

فقدت الكويت، أمس، ابنها البار يوسف محمد النصف، بعد حياة حافلة بالعطاء على كل المستويات، فهو من رجالات الرعيل الأول الذي خدم الكويت في كل الاتجاهات، كما ظل عبر عقود طويلة متطلعاً إلى تطورها في كل المجالات عبر رؤية وطنية إصلاحية طالما رغب في تنفيذها، وقد عُرِف عنه - رحمه الله - نزاهة الكلمة والسلوك والوطنية وحكمة الرأي وشجاعة الموقف، كما كانت له مواقف وإسهامات يشار إليها بالبنان، احتفظت بها ذاكرة الكويت في زاوية مضيئة من تاريخها المشرق.

تلقّى الراحل تعليمه بالمدرسة الأحمدية، ثم انتقل إلى المدرسة الشرقية، وبعد أن أتم دراسته في «ثانوية الشويخ»، اتجه إلى الجامعة، وبعد تخرّجه منها انخرط في العمل السياسي، حيث اختير وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في التشكيل الوزاري الصادر في 3 مارس عام 1985، إلا أنه قدّم استقالته من المنصب الوزاري بعدها بأيام حينما واجهت أفكاره الإصلاحية قيوداً حكومية.

ويرى الكثيرون أن هذه الاستقالة من الأشهر في تاريخ العمل السياسي بالبلاد، حيث لم يجد - رحمه الله - في الوزارة وقتئذ، ولا في منهجها ما يتفق مع تطلعاته وقناعاته ورؤيته، فأقدم في شجاعة نادرة على تقديم استقالته من الحكومة، لتُقبل في 14 مارس، ويقتصر بقاؤه وزيراً على 11 يوماً فقط، حيث لم يحضر سوى جلستين فقط من جلسات مجلس الوزراء الذي كان عضواً فيه.

وبعد استقالته من العمل الوزاري اتّجه النصف، بما لديه من خبرات اقتصادية وتجارية متميزة، إلى عمله التجاري الخاص، ليحقق فيه نجاحات بارزة، في موازاة ما عُرف عنه من اهتمامه بزراعة النخيل، حتى أنه توَّج حبه لهذه الهواية بإصداره كتاباً حمل عنوان «نخلتك».

وفي مداخلة له بإحدى الندوات التي نظمتها غرفة التجارة والصناعة، تحدث، رحمه الله، عن مرحلة معينة من تاريخ الكويت، مبيناً أنه كانت هناك تحالفات من بعض أفراد الأسرة الحاكمة، مع بعض التكتلات والفئات لأسباب وظروف تتعلق بحسابات معينة لبعضهم، وأفاض فيها بشرح الأسباب والنتائج والتكتيكات والعطاءات والتسهيلات التي تتخلل تلك العلاقات.

كان الراحل يمتلك شخصية وطنية فريدة الطراز، بما له من نهج فكري وعقلية اقتصادية متميزة، تحوطهما تطلعات وطموحات إلى التطوير عبر انتهاج مبدأ اللامركزية في القرار، حرصاً على تحقيق التنمية المنشودة، فضلاً عن مساهماته الخيرية وأعماله الإنسانية سواء داخل الكويت أو خارجها.

و«الجريدة» التي آلمها هذا المصاب الجلل، ترفع إلى العلي القدير أكف الضراعة بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر لقاء ما أحب هذه البلاد وأراد لها الخير وساهم في تطورها، كما تتقدم إلى أسرته الكريمة بأحر التعازي، سائلة المولى عزّ وجلّ أن يلهمها ويلهمنا الصبر والسلوان و«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ».