يبدو أن الميل نحو الأخبار المغلوطة والضعيفة أمر فطري تدفعه عدة عوامل، أبرزها الانتقام وملامسة الرغبات الخاصة، وعندما أقول فطري فأنا أعني البشر جميعاً بعد أن كنت أظن أن تلك الآفة تخص الشعوب التي ينتشر فيها الجهل والضعف الاقتصادي، ولكن الواقع يقول إن الأخبار المفبركة والمثيرة حفرة كبيرة يقع فيها الأكاديمي وخريج الابتدائي، والأشقر الأحمر والأسمر المجعد.

ويبدو أن عامل الخوف يلعب دورا كبيراً في تعطيل الكثير من وظائف العقل والتفكير المنطقي والذاكرة، لذلك نجد التخبط وردود الأفعال المتهورة هي المهيمنة على سلوك الخائف، خاصة في الأزمات الكبيرة التي تشمل الآلاف من البشر.

Ad

ما دعاني أن أقول ما سبق ليس فقط تجربتي في العمل الصحافي ومتابعتي لمسارات الأخبار المحلية والعربية والدولية إلى أين تصل، وكيف تنتهي، بل حقيقة وجود حالة من التشفي والحقد الدفين لدى بعض الناس الذين يستخدمون الأخبار الضعيفة في حربهم ضد الآخرين، وهم في ذلك يتفاوتون بين أولئك الذين لا يستطيعون كتمان ما في صدورهم من فرح وسرور، وبين «المعلمين» الذين يعرفون كيف يقيمون حفلة زار بين مسافات كلماتهم الموزونة دون أن نسمع لها صوتاً أو همسة.

المحزن حقاً أن الضحايا على الطرف الآخر لا يتوانون لو أتتهم الفرصة عن ارتكاب نفس الأفعال في التشفي وإطلاق صواريخ الحقد في كل اتجاه، وبين هؤلاء وهؤلاء تضيع أصوات العقلاء ومن يجاهدون لبناء مجتمع قوي متماسك الأواصر لا يجد فيه بائع الأكاذيب أو ناشر الأحقاد سوقاً أو مشترياً واحداً.

في الختام، دائماً ما كنت أقول وأردد وأحذر من كل قرار يتخذ كلفة اجتماعية وآثاراً مثل القنابل النووية لا تزول بقرار ولا تختفي بزوال من وقعها أو أوقعها فوق رؤوس الناس. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.