عزة إبراهيمتحاول الفنانة التشكيلية الكويتية جنا قاسم وضع بصمة مميزة على أعمالها التي تتسم بالمزج بين عدة فنون تشكيلية في لوحة واحدة، وتحدثت قاسم في لقاء مع «الجريدة»، عن ميولها الفنية وطموحها والمعارض التي شاركت فيها وتطور مستواها الفني منذ الطفولة وحتى الآن.

وقالت إنها استقت موهبتها الفنية من جدتها الفنانة هاجر الحيدر، التي تأثرت أيضا بموهبة أخيها الفنان والمصور سليمان الحيدر، والتي تحب الفن وتمارسه منذ الصغر، فكانت عادة ما ترسم الفتيات والتراث الكويتي والرقصات والاستعراضات والفنون الكويتية القديمة، حيث تأثرت بها في سن 10 سنوات، وتعلمت منها مبادئ الرسم والتلوين حتى تطورت موهبتها، وصولا إلى التحاقها بالجامعة، حيث درست بقسم تصميم الجرافيك، مشيرة إلى دعم جدتها لها ومصاحبتها في المعارض التشكيلية التي كانت تزورها أو تشارك فيها.

Ad

من أعمالها

وأكدت قاسم أهمية الدراسة الأكاديمية في صقل موهبتها، حيث تعلّمت على يد أساتذتها أصول الرسم الفني واستخدام الجرافيك في تطوير مهاراتها بالرسم، مما ساعدها على تحديد اتجاه معيّن بالرسم تبدع فيه، وإلى جانب ذلك تعليم أساسيات الرسم للأطفال الصغار، لتمزج بين أكثر مجالين تحبهما، هما الرسم والتدريس، كما اتجهت إلى عمل استثمار خاص تدعم فيه أيضا إنتاجها الإبداعي والاستثمار في الأطفال، من خلال إنشاء شركة تقدم من خلالها للأطفال برامج رسم مبتكرة تطور موهبتهم وتعزز قدراتهم الفنية، وخاصة مع قلة انتشار هذا النوع من الأماكن التي تهتم بالأطفال الرسامين.

وحول مشاركتها بالمعارض، أشارت قاسم إلى أنها شاركت بالعديد من اللوحات في معارض فنية مختلفة، منها معرض «خطوط التراث»، ومعرض بمركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، وغيرها من المعارض، وتم بيع أغلب هذه اللوحات، وخاصة الأعمال المبتكرة التي تقوم بها، حيث تهوى الرسم على كل شيء، مثل الملابس والحقائب والاكسسوارات والأحذية والأقلام، باستخدام أدوات الرسم المختلفة.

وحول طموحها الفني قالت: «أحلم بأن تكون لي بصمتي الفنية الخاصة، التي تجعل من يشاهد لوحاتي وأعمالي يعلم أنها للفنانة الكويتية جنا قاسم، دون أن يكون ذلك مذكورا على اللوحة، فلكل فنان بصمته، ولكن ليس كل فنان يستطيع تكوين بصمة مميزة إلى الدرجة التي تجعله علامة فارقة في عالم الفن، ورغم أن هذا الطموح ليس مستحيلا، فإنه يتطلب جهدا وتطويرا كبيرا لأعمالي، وهو ما أعمل عليه حاليا، وخاصة أنني لا أميل إلى مدرسة فنية معيّنة، بل أميل إلى تقديم فنون مختلفة تنتمي لمدارس متنوعة».

وحول أقرب أعمالها إلى نفسها قالت: «هي أحد مشاريعي في الجامعة، حين طلب منّا أحد الأساتذة تقديم عمل فني حول الطبقات، ففكرت أن الإنسان نفسه لديه طبقات في داخله، حتى جسم الإنسان مليء بالطبقات، وأن الأمر ليس فسيولوجيا فقط، لكنه معنوي وحسي إلى حد كبير، كالعمق في الشخصية الإنسانية، وحاولت المزج بين هاتين الفكرتين في عمل واحد، من خلال لوحة تصوّر طبقات جسم الإنسان، واستعنت خلالها بصديقة طبيبة، لأتعلّم منها أصول عملية التشريح على الورق، ومن خلال هذه اللوحة حاولت أن أضيف لمسة مختلفة للوحة من خلال جسم بشري أشبه بعملية التشريح، حتى أن الشرايين والأوردة والأنسجة ظاهرة بوضوح، واستخدمت في تكوينها خطوط النسيج، لأمنح الصورة لمسة حياة تكسر جمود اللوحة، وبالفعل أثارت تفاصيل العمل كل من يشاهده، وحظيت بتقدير كبير وإعجاب الجميع».

وأشارت قاسم إلى اعتزازها الكبير بلوحة «أنا عصفور من عصافير الجنة»، التي عبّرت فيها عن انفعالها بالقضية الفلسطينية وقتل الأطفال، حيث استخدمت خلالها قطعة الشال الفلسطيني في غطاء صورة لجثمان طفل شهيد مع أجنحة على جانبَي اللوحة ليشبه عصفور الجنة، موضحة أنها تعمدت استخدام قطعة الشال لتعطي روحا ومشاعر للوحة التي تلقّت ردود فعل إيجابية.