كشف الأستاذ المشارك في كلية التربية الأساسية، د. عبدالله خلف، أنه أطلق مقطوعة بيانو جديدة بعنوان «رثاء للإنسانية»، مضيفا: «في زمنٍ تتصدع فيه القيم، ويُختبر فيه جوهر الإنسانية على محك المصالح تأتي مقطوعة البيانو الجديدة لتكون صرخة فنية، وتأملاً عميقا في فقدان المعنى الحقيقي للإنسانية».

د. خلف الذي أبدع في تأليف هذا العمل، مبينا أنه لطالما آمن بالقيم الإنسانية المشتركة، وجد نفسه، كغيره من الملايين، يراقب كيف تحوّلت كلمة «الإنسانية» من مبدأ عالمي إلى شعارٍ انتقائي، يُرفع حين يخدم المصالح، ويُهمل حين يتعارض معها.

Ad

وأضاف أنه اختبر الإنسانية في العامين الأخيرين، لا سيما في ظل القضية الفلسطينية، كاشفًا عن مفارقة مؤلمة: «أين اختفت العدالة والرحمة عندما كان العالم في أمسّ الحاجة إليها؟ كيف أصبح التعاطف انتقائيًا؟ وكيف باتت حياة البشر تُقاس بمعايير مزدوجة؟»، ولفت الى أن «مقطوعة رثاء للإنسانية ليست مجرد عمل فني، بل موقف وجداني، وتأمل يدعو المستمع إلى إعادة التفكير: ماذا يعني أن نكون بشرًا؟ هل الإنسانية قيمة حقيقية أم مجرد مصطلح يخضع للتلاعب؟».

وتابع خلف: «المقطوعة لا تقدم إجابة، لكنها تترك مساحة لكل مستمع ليجد صوته الخاص في ألحانها، قد يسمعها أحدهم على أنها مرثية حزينة، بينما يشعر آخر بأنها دعوة للاستيقاظ، لمحاولة استعادة الإنسانية الحقيقية التي لا تُقاس بجغرافيا ولا تُجزأ وفق المصالح».

وحول سبب اختياره العناوين ذات الحس الإنساني أجاب: «لأني أومن بأن أسمى دور على الفرد مهما كانت مهنته هو خدمة الإنسانية، والمساهمة في تأمين حياة أفضل وأكثر تعاطفا، ورثاء للإنسانية ليست مجرد مقطوعة بيانو، بل شهادة على زمنٍ يطرح علينا سؤالًا جوهريًا: ماذا يعني أن تكون إنسانا؟».

تجدر الإشارة إلى أن د. خلف حائز جائزة الدولة التشجيعية في مجال التأليف الموسيقي لعام 2020 عن مقطوعته «رحلة الغوص إلى اللؤلؤ» للأوركسترا، وهو أستاذ مشارك في كلية التربية الأساسية، وصاحب كتاب «أساسيات العزف على آلة البيانو»، وله العديد من المقطوعات الموسيقية مثل «رثاء لأطفال فلسطين»، «صحوة»، «سراب».