يعد المسجد أولى الموسسات التي انطلقت منها المعرفة والعلم منذ نشأته الأولى، حيث كان الأصلَ في تربية الصغير حتى يكبر، ومكانا مميزا ليجد الكبار فيه ضالتهم، فقد بدأ فيه التعليم منذ أنشأه النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو المكان الذي تخرج فيه جهابذة العلماء والمعلمين، وإليه يركن المتعلمون، فيتعلمون كل ما يلزمهم من أمور دينهم، لذا كان المسجد مكانا لخروج القادة والمفكرين، وفيه يتعلم المسلم المبادئ والقيم، والتعاليم، والأحكام، إضافة لوجود حلقات الذكر وحفظ القرآن الكريم.

وعليه يكون المسجد ليس مجرد مكان للعبادة والصلاة، بل هو مركز حضاري واجتماعي وتربوي يلعب دورا محوريا في غرس القيم الأخلاقية وبناء الشخصية الإسلامية.

Ad

وغير خفي على أحد أهمية دور المسجد سواء على المستوى المجتمعي أو الفردي في كل مناحي الحياة، وهنا نسلط الضوء على أحد أدوار المسجد كمركز للتواصل الاجتماعي على النحو التالي:

- تعزيز الأخوة والتضامن: حيث يجمع المسجد الناس من مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية في مكان واحد، مما يعزز روح الأخوة والتضامن بينهم، وهذا التفاعل يساعد على غرس قيم المساواة والتعاون واحترام الآخرين.

- حل النزاعات: كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مكانا لحل النزاعات والمشاكل الاجتماعية، واليوم أيضا، يمكن للمسجد أن يكون مكانا للتوسط وحل الخلافات بطرق سلمية، مما يعزز قيم العدل والإنصاف.

- دار إغاثة ورعاية اجتماعية: من خلال جمع التبرعات وتنظيم الأنشطة الخيرية، إذ يساهم في مساعدة الفقراء والمحتاجين، مما يعزز قيم الكرم والتضامن الاجتماعي.

لذا، يجب الاهتمام بدور المسجد وتعزيزه ليكون منارة للخير والفضيلة في كل زمان ومكان.

ختاماً:

معلوم أن دور المسجد منذ أول وهلة عرف فيه النور لم يكن محصوراً على أداء العبادات، بل كان له – كما هو معروف تاريخياً – دور سياسي، وثقافي، واجتماعي، وتنظيمي، وقضائي... إلخ. وعليه يجب على القائمين عليه تفعيل هذا الدور بهذا المعني العميق بما يخدم البلاد والعباد.

ودمتم بخير...