يُثير الكثيرون بريبة وضع الكويتيين الحاملين لجوازات أميركية، بوصفهم مزدوجين، حالهم حال مزدوجي الدول الخليجية. وغالباً ما يُثار هذا الأمر كدفاع عن المزدوجين الذين يتكسَّبون من ازدواجية الجنسية، لتحصُّلهم على امتيازات من الكويت، ومن الدول الأخرى التي يحملون جنسيتها.

مع أن الأمر في الواقع مختلف تماماً، وليس هناك تشابه حقيقي بين مزدوجي أميركا، إن جاز تسميتهم بذلك، وبين مزدوجي الدول الخليجية.

ليس أغلب، لكن كل مَنْ يتهمون بالازدواج للولايات المتحدة الأميركية لا يعيشون فيها، ولا ينتمون بأي شكل - عدا حمل الجواز - لها، وكثير منهم لا يحمل بالفعل الجواز الأميركي، لأنه إما لم يتحصَّل عليه، أو لم يُعنَ بتجديده. لذا فهم لا يتحصَّلون على أي نعمة، سوى نعمة حمل الجواز الأميركي، إن كانت هذه نعمة.

Ad

مشكلة هؤلاء أنهم وُلدوا في الولايات المتحدة الأميركية. ووزارة الداخلية عندنا تصر، لاحظ تصر، على كتابة مكان ميلادهم، وُلِد في الولايات المتحدة، هكذا يُكتب في جواز «المزدوج» الكويتي. وهذا يجعل الأميركان يرفضون دخوله بالجواز الكويتي. لذلك يضطر هؤلاء الكويتيون، أيضاً - لاحظ يضطر - إلى استخراج جواز أميركي، من أجل السفر إلى الولايات المتحدة.

وزارة الداخلية تعلم بأمر هؤلاء، ووضعهم ليس سراً، بل إن بعض الآباء ناشدوا وزارة الداخلية أن تغفل أمر مكان الميلاد، أو تكتب - بما أنه أو أنها من الكويت – وُلد في الكويت، إلا أن وزارة الداخلية عندنا ترفض ذلك. لهذا يستخرج هؤلاء جوازات سفر أميركية، ولذلك هم مزدوجون، وليس لأنهم يتكسَّبون أو يسعون لحلب الكويت أو الولايات المتحدة، كما الادعاء.

في واقع الأمر، فإن مَنْ يعيش في الولايات المتحدة لا يحتاج إلى جواز - جنسية - أميركي، لأنه ليس هناك فارق على الإطلاق بين المواطن الأميركي والوافد. الفرق الوحيد هو حق التصويت. بل إن الوافدين يحظون برعاية ودعم مادي ومعنوي أكثر من المواطن الأميركي.

وفي الواقع، فإن التهرُّب من ضريبة الدخل أسهل كثيراً على الوافد من المواطن الأميركي.

الزبدة... إذا أخذت جوازاً وعشت بأميركا، فستخسر الكثير، ولن تجني إلا حق التصويت في الانتخابات فقط.

لهذا، فإن المزدوج الأميركي ليس مُتكسباً أو مُنتفعاً، لكنه إنسان مغلوب على أمره، والغالب هنا هي وزارة الداخلية في الكويت، التي تصر على كتابة مكان الميلاد في جوازه الكويتي.