ما زالت الساحة الكروية الكويتية تضج بردود الأفعال منذ الأسبوع الماضي حول الأخطاء «وأنا أسميها الملاحظات» التحكيمية التي تخللت بعض مباريات دوري زين الممتاز لكرة القدم، وأبرزها ما شهدته مباراة القمة أو «الديربي» بين الغريمين العربي والقادسية، والتي انتهت بفوز الأخضر برباعية يرى الجمهور القدساوي أنها غير مستحقة، وما كانت لتكون لولا احتساب حكم اللقاء الدولي أحمد العلي ضربة جزاء مشكوكاً في صحتها للعربي مكنته من العودة إلى المباراة.
وبعيداً عن صحة قرارات الحكم المميز أحمد العلي، وهو بالمناسبة أحد حكام النخبة في آسيا ومرشح ليكون ضمن أطقم التحكيم في كأس العالم 2026، بعيداً عن قراراته في هذه المباراة أو أي من زملائه في المباريات الأخرى، إلا أن الملاحظة الأولى هي تحول بعض المحللين في البرامج الرياضية أو الاستديوهات إلى خانة المشجعين، ونسيانهم دورهم الأهم في وجوب الحيادية وتجاهل الانتماءات، لضمان استمرار المصداقية لدى المتابعين والمشاهدين، وإلا فلن يكون هناك فارق بينهم وبين جماهير الأندية التي تظهر في لقاءات المواقع الإلكترونية أو التواصل الاجتماعي لتعبر عن رأيها المتحيز أو المتعصب أو لتنفس عن غضبها من خسارة فريقها عبر إلقاء اللوم على الحكام وقراراتهم دون الالتفات أو المعرفة الحقيقية للقوانين ونصوصها كل حالة على حدة.
وإذا كنا نلوم على المحللين هذا السلوك فإننا بلا شك سنلوم وبشكل أكبر دخول بعض الإداريين على هذا الخط، خصوصاً من الفرق الأخرى غير المعنية بالمباراة، ومثال على ذلك تصريح نائب رئيس جهاز الكرة وعضو مجلس الإدارة في نادي الكويت عادل عقلة، والذي نجح المراسل في استدراجه للإجابة على سؤال حول قرار الحكم أحمد العلي، وبدلاً من النأي بنفسه عن الدخول في الإثارة التي كان ينشدها موجه السؤال وجدناه ومع الأسف ينزلق في إجابة لم تكن في صالحه، خصوصاً في توقيتها، فقد كان من الأجدى به أن يمتنع أو يكون أكثر دبلوماسية في إجابته، بدلاً من وصف الحالة بالظلم، لاسيما أن البعض يرى أن «الكابتن» عادل عقلة قال ما قاله لأنه مستفيد لو العربي، منافسه على الصدارة، كان خسر المباراة، بل إن هناك من ذهب إلى أن يتساءل هل كان «بوخالد» سيكون هذا رأيه لو كان الكويت طرفاً في المباراة، وهو من استفاد من قرار الحكم؟ لذلك كنت أتمنى من العزيز عادل عقلة أن يبتعد عن الخوض في هذا الأمر وفي هذا التوقيت بالذات، وهو ذات التمني على المحللين وضيوف البرامج التلفزيونية حتى لا يصنف أي منهم بأنه غير محايد أو يبحث عن مغازلة الجماهير لهذا النادي أو ذاك.
عانينا منذ سنوات طويلة عدم وجود حكام مميزين على الساحة المحلية، واليوم لدينا أكثر من حكم ضمن النخبة الآسيوية والعالمية، سواء للساحة أو المساعدين، لذلك يجب على الاتحاد أولاً منح الحكام الوطنيين الثقة اللازمة بإسناد المباريات المهمة والكبيرة لهم، ورفض طلبات جلب حكام أجانب، لإعطائهم الفرصة لإثبات وجودهم، لذلك فإن فكرة استبدال الحكم المحلي بأجنبي في بعض الأحيان تزيد من شكوك الجماهير بهم، وتؤكد أن الأندية لا تثق بحكامنا المحليين، وهذا ما يجعلهم تحت الضغط في بعض المباريات، وتكون أخطاؤهم غير مغتفرة مع أن «الأجانب يسوون مثلها وألعن».
بنلتي
أخطاء الحكام منتشرة على مستوى دوريات العالم أجمع، وأحياناً تنتابني نوبات من الضحك وأنا أتابع مباريات الدوريات الكبرى، فرغم وجود كل وسائل التكنولوجيا المساعدة فإن الأخطاء التي تصل إلى مستوى الخطايا لا تؤثر على نتيجة مباراة هنا أو هناك فقط بل على صدارة هذا الفريق أو ذاك أو إحراز لقب في مسابقات عدة... ولكم في «المرينغي» أسوة حسنة.