العالمُ الدؤليُّ رأسٌ مُشْرِفُ التابعيُّ وذو القضاءِ، الأحنفُ
سبحانَ مَن حفظَ الكلامَ بـ (ظالمٍ) لكنهُ جَمُّ العطايا مُنصِفُ
فهو الأديبُ هو الأريبُ بشِعرِهِ وله ببابِ الحرفِ دأبٌ مُتحِفُ
وهو المُفَوَّهُ، حاضرٌ بجوابه ببديهةٍ عفويةٍ لا ترجفُ
رُزقَ الرجاحةَ والفصاحةَ والنُّهى والحزمَ، عنها قَطُّ لا يتخلَّفُ
وروى الحديثَ بدقةٍ وأمانة حملتْ معانيَهُ التي لا تُوصَفُ
ضبطَ اللسانَ فلا مجالَ لعُجمةٍ بالصدقِ طوَّرهُ فنعمَ المنصِفُ
أوفى أميرَ المؤمنين إشارةً كي يحفظَ الفُصحى لمن يتصحَّفُ*
والباعثُ الدينيُّ كان قراءةً لدليلِنا وهو الكتابُ المُصحَفُ
لِتُرَتَّلَ الآياتُ وفقَ نزولها ببنائها عربيةً لا تُقذَفُ
ظهرتْ حوائجُ للضوابطِ كَرَّةً لتلاوةٍ مُثلى فلا تُتحرَّفُ
وضعَ النِّقاطَ على الحروفِ فأنبتتْ أجلى المعاني للأُلى لم يعرفوا
كانت قراءتُهم بمحضِ سليقةٍ ثم ارتأى لهمُ نِقاطًا تُسعفُ
زانت لِسانَ اليعربيِّ، جَمالُهُ أبهى فلا حرفٌ خمولٌ أجوفُ
وضعَ العلومَ علومَ نحوٍ واضحٍ بيَدِ الجهابذة النُّحاةِ ليغرفوا
فقضى على اللحنِ الغريبِ، فلم تعدْ تعدو على اللهجاتِ تلك الأحرفُ
يا للبيانِ وواضعيهِ فكم سعَوا ليكونَ أَولْى الفهمِ فهمٌ مُرَهَفُ!
فالعلمُ نورٌ وهو كنزٌ نافعٌ وعطاؤهُ جارٍ فلا يتوقَّفُ
عذبٌ زلالٌ طيِّبٌ ومباركٌ لقراءةِ الأجيالِ إرثٌ يُرشَفُ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى والآلِ إنهمُ الشراعُ الأعرفُ
والصحبِ مَن نصروهُ جهْدَ عهودهم والتابعينِ مضَوا ولم يتوقَّفوا
* أبوالأسود ظالم بن عمرو بن سفيان الدؤلي الكناني.
* أميرُ المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام.