في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تمت بنجاح أمس ثاني عملية تبادل للأسرى والمحتجزين، حيث سلمت حركة حماس أول 4 مجندات إسرائيليات من المحتجزات لديها منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، مقابل إفراج تل أبيب عن 200 فلسطيني بينهم عميد الأسرى محمد طوس المحكوم بالمؤبد والمسجون منذ نحو 40 عاماً بتهمة تنفيذ العديد من العمليات العسكرية.
وفي استعراض للقوة حضره حشد جماهيري وشمل انتشاراً أمنياً مكثفاً، اقتاد عناصر «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ «حماس»، بمشاركة حركة الجهاد الإسلامي المجندات الأربع إلى منصة عرض في مدينة غزة وهن يرتدين بزات عسكرية ويلوحن بأيديهن ويبتسمن قبل التوجه إلى سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سلمتهن للقوات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الرسالة التي أرادت «حماس» إيصالها من خلال مشهد تسليم الرهائن هي أنها لا تزال مسؤولة عن غزة.
وفي عملية مغايرة لحالة الارتباط والفوضى والتأخير، التي صاحبت الدفعة الأولى المنصوص عليها في اتفاق وقف النار، سلمت سلطات الاحتلال 200 أسير فلسطيني ضمن الدفعة الثانية، منهم 120 محكوماً بالسجن مدى الحياة.
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لن يسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة قبل إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود، باعتبارها مدنية، متهماً «حماس» بالإخلال بالاتفاق الذي ينص على إطلاق سراح المحتجزات المدنيات أولاً.
وأعلنت «حماس» أن أربيل يهود على قيد الحياة وصحتها جيدة، وسيتم إطلاق سراحها في الدفعة الثالثة السبت المقبل، في حين كشفت «الجهاد» أن أربيل، التي يطالب بها نتنياهو، جندية وليست مدنية، وتعمل مدربة في برنامج الفضاء التابع للجيش الإسرائيلي.
وفي الضفة الغربية المحتلة، واصل الجيش الإسرائيلي لليوم الخامس عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، متسبباً في مقتل وإصابة العشرات وتدمير وهدم عدد من المنازل ونزوح أكثر من 3000 عائلة.
ووسط تصاعد حدة الاشتباكات، كثف الاحتلال عمليته ودفع بتعزيزات إلى المخيم، وأطلق مناطيد للمراقبة في سمائه، واقتحم بلدة رمانة، في حين أصيب ثلاثة من جنوده.