أكد الفنان عصام الكاظمي أن العملية الإنتاجية للمسلسلات والأفلام تواجه تحديات حقيقية تحتاج إلى استراتيجيات مبتكرة للتغلب عليها، لافتاً إلى أنه في عصر تتسارع وتيرة التكنولوجيا وتغيُّرات السوق، يجد المنتجون أنفسهم أمام مجموعة متنوعة من العقبات.

وبهذا الصدد، قال الكاظمي إن المنتجين في الكويت يعتبرون أبطالاً خارقين، فإنتاج المسلسلات والأفلام يواجه تحديات تحتاج إلى «سوبرمان» لتجاوزها، ليس على الصعيد المادي فحسب، بل على مستوى اللوكيشنات (أماكن التصوير)، والديكورات والإكسسوارات، وقلة المتخصصين في بعض المجالات الفنية العملية، إضافة للعقبات التي تواجه المنتجين مع الكثير من الممثلين.

Ad

ومن واقع تجاربه، أوضح: «من خلال احتكاكي ببعض المنتجين عايشت تجارب لأهم المسلسلات التي بذل فيها هؤلاء المنتجون جهوداً جبارة وأسطورية، منهم: رمضان خسروه، وبندر السعيد، وعبدالرحمن الديّن، فيبدأ التحدي بكتابة النص الدرامي وما يحتاجه من جهد ذهني وإبداعي للكتابة، مروراً بعملية إجازة النص، وما يصاحبها من تحديات خاصة بالرقابة، التي تخضع لمزاج بعض الموظفين البعيدين كل البُعد عن فهم الجوانب الدرامية، فيصبح تقييم العمل الفني في الكثير من الأحيان خاضعاً للأهواء والذوق الشخصي للرقيب».

وذكر أنه على صعيد التمثيل، يواجه المنتج عقبات خاصة من جانب الالتزام بمواعيد التصوير، وارتباط بعض الفنانين بأكثر من عمل ونشاط فني، سواء داخل الكويت أو خارجها، بأعمال تلفزيونية ومسرحية، ما يتسبَّب في تعطيل وتأخير «الأوردرات»، وربما في إلغائها. كما أن قرار البصمة الثالثة تسبَّب في تعطيل الكثير من الأعمال، لارتباط المتخصصين بوظائفهم، وعدم تفهم الجهات الحكومية لطبيعة عملهم في المجالات الفنية، ومن ثم في كثير من الأحيان يواجه المنتج صعوبة في توفير ممثلين للأدوار المساندة ممن يمتلكون الموهبة والقدرة على تجسيد هذه الأدوار.

وأشار الكاظمي إلى أنه بعد التصوير والمونتاج يأتي العبء الأكبر على المنتجين في تسويق أعمالهم على المحطات والتطبيقات المختلفة، التي يعاني بعضها داء المحسوبية والسمسرة، وكل ما سبق ذكره غيض من فيض، وهناك تفاصيل كثيرة تشكِّل عبئاً نفسياً ومادياً تجعل من المنتج يستنزف طاقته في القيام بأكثر من دور، وأداء أعمال ليست من صميم تخصصه لإنقاذ العمل الفني والوصول به إلى بر الأمان، وهذا بلا شك سيترك أثراً سلبياً وخللاً على العملية الإنتاجية.

وأضاف: «الفن يُعد قوة إبداعية ناعمة لإظهار الوجه الحضاري للدول، وتوفير البيئة الخصبة سيساعد بلا شك في تفجير الطاقات والإبداعات، لتعود ريادة الكويت الفنية كما كانت دائماً». وتمنَّى الكاظمي على وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري أن يتخذ الخطوات الأهم على مستوى التاريخ الفني للكويت، من خلال إنشاء مدينة إعلامية متكاملة مجهزة بمواقع التصوير والاستديوهات، وغيرها من متطلبات العملية الإنتاجية، وأن يكون هناك قرار من وزارة الإعلام، بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية، لعمل تفرغات فنية للموظفين والفنانين العاملين بمختلف الجهات الحكومية أثناء فترات التصوير والبروفات.