استقبل المركز الأمريكاني الثقافي التابع لدار الآثار الإسلامية، أمس الأول، وفداً من سفراء الصندوق العالمي للمعالم World Monument Fund ضمن جولة الأعضاء في «60 ليلة حول العالم»، واستقبل الوفد في المركز كل من المشرفة العامة لدار الآثار الإسلامية، الشيخة حصة صباح السالم، والأمينة العامة المساعدة لقطاع الآثار الإسلامية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتكليف، الشيخة د. العنود الإبراهيم الصباح.
وترأس الوفد الزائر مؤسِّسة ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم عضوة مجلس أمناء الصندوق العالمي للمعالم، الشيخة مي آل خليفة، بحضور الرئيسة والمديرة التنفيذية للصندوق العالمي للمعالم، بينيدكت دو مونلور، وممثل الصندوق العالمي للمعالم في الوطن العربي، المستشار د. إيلي فلوطي، والوفد المرافق.
وأمضى الوفد وقتهم في جولة غنية في المعارض وبين كنوز آثارية من المقتنيات الخاصة بمجموعة الصباح الآثارية، التي تعود ملكيتها إلى الشيخ الراحل ناصر صباح الأحمد وزوجته الشيخة حصة الصباح، المشرفة العامة على دار الآثار الإسلامية.
جولة تاريخية
وفي تصريح لها ذكرت الشيخة د. العنود الإبراهيم الصباح: «إنها أكثر من مجرد زيارة، إن هذه الجولة التاريخية لسفراء الصندوق العالمي للمعالم للكويت وتحديدا دار الآثار الإسلامية لها وقع مميز واستثنائي، حيث إنه إثبات على أن الكويت تمتلك معالم تاريخية حية تعكس عمقها التاريخي والإنساني، وهي فرصة للتباحث والتعرف على أهم إنجازاتنا في المجال الثقافي والتاريخي والأثري في حفظ التراث والهوية، ونحن متحمسون للاحتفاء بهذه النجاحات مع شركاء عالميين وخبراء ومتخصصين وسفراء، ونتطلع إلى مستقبل لحفظ هذا التراث الغني».
وعلى هامش الزيارة، عبّرت الشيخة مي آل خليفة عن سعادتها وقالت: «أكثر من سعيدة أن أكون معكم في الكويت»، مبينة أن هذه المجموعة التي تزور الكويت ثم ستنتقل منها إلى البحرين، بالتالي إلى جدة ثم العلا أيضاً، ستقوم بجولة خليجية للتعرف على ما نملك من حضارة، مضيفة «فلربما صورتنا الحقيقية لم تصل إلى العالم، لأننا ربما لم نروّج بالشكل الصحيح لبلداننا بما نملك».
وذكرت خليفة أن «هذه المجموعة مهتمة بالآثار وتاريخ المدن وبما نملك، ففي الكويت هناك موقع أثري غني عن التعريف، وهو جزيرة فيلكا الغنية بآثارها التي تعود إلى خمسة آلاف عام، في فترة دلمون الأولى التي يمتد أثرها من الكويت إلى البحرين وإلى مناطق عديدة».
وتابعت: «هذه المجموعة التي نراها اليوم من المقتنيات للمغفور له الشيخ ناصر الصباح - يرحمه الله - هي كنز ثمين أحبوا أن يزوره أيضاً ويتعرفوا على هذه المقتنيات، وهي مناسبة جميلة، وكلنا سعادة أن نكون هنا، وأن نلتقي الشيخة حصة الصباح التي هي دائماً بالنسبة لي على المستوى الشخصي النموذج الذي يجب أن نقتدي به بالمحافظة على الآثار، وعلى هويتنا، وأيضاً لمد جسور التعاون مع المؤسسات العالمية».
وبسؤالها عن الخطوة الثانية لمثل هذه الفعاليات لصون الآثار والحفاظ عليها، أجابت خليفة أنه من خلال المتابعة بما يقوم به الصندوق العالمي للآثار لوجدنا أنه سبق لـ «يونسكو» في المحافظة على الآثار، وقالت: «نحتفل هذا العام معهم على مرور 60 عاماً على بدء هذه المنظمة، التي تتكون من أفراد محبين، وليست منظمة حكومية، بل مؤسسة أهلية غير ربحية، تسعى للمحافظة على الآثار، ولا غرض لها إلا هذا التراث الإنساني. وبعد أن يتم ترميم الأثر يُترك لحكومات البلدان للعناية به وصيانته، أما الجزء الرئيسي الذي تتحمل كلفته، فهي هذه المجموعة المميزة من الناس التي تعمل في كل مكان».
وأكدت خليفة أن الآثار تراث إنساني عالمي ليست له هوية، وليس له بلد محدد، لذلك فإن هذه المناسبة لزيارة الكويت ومن ثم البحرين ثم جدة والعلا، جاءت للتعرف على آثار منطقتنا ومدّ جسور التعاون معهم».
وأضافت: «وبالنسبة إلى الوطن العربي، هناك مشاريع كثيرة للصندوق العالمي للآثار في مصر، فهناك أكثر من خمسة مشاريع، وفي عمان أيضاً، وفي الأردن كان لهم مشروع، وفي العراق أيضاً ترميم المتحف الذي دُمّر في فترة معيّنة، وفي كل موقع من البلدان العربية لهم عمل، والآن في الدورة الجديدة تم إدراج غزة والمناطق التاريخية فيها التي تعرّضت للدمار من مساجد، وكنائس، ومؤسسات أهلية، وستكون ضمن خطة الصندوق العالمي للآثار لترميمها»، وختمت قائلة: «هي رسالة إنسانية، لأنّ ما يجمعنا حب التراث والآثار، والعمل من أجل عالم أجمل».
أسس الصندوق العالمي للمعالم عام 1965 على يد جيمس غراي، إذ بدأت الفكرة بمهمة جريئة لحماية المعالم التاريخية حول العالم من التهديدات المتزايدة. ومنذ ذلك الحين، دعم الصندوق أكثر من 700 موقع في 112 دولة، مقدماً للمجتمعات الخبرة والموارد اللازمة لحماية وإحياء الأماكن والمواقع التي تواجه تحديات، مثل تغيّر المناخ والسياحة والأزمات. ويتخلل برنامج الذكرى السنوية الـ 60 على تأسيس الصندوق العالمي للمعالم، الذي يستمر على مدار العام، على 60 حفل عشاء واستقبال وتجمّع خاص على شرف أعضاء الصندوق، والذي يهدف إلى زيادة الوعي بالتراث والمعالم التاريخية.