العرض المرئي المقدم من وزير التربية سيد جلال الطبطبائي أمام مجلس الوزراء أخيراً بشأن محاور خطة إصلاح وزارة التربية هو النواة لمعالجة الاختلال الذي عاناه التعليم بسبب التراكمات التي ظلت عالقة في أروقة أهم منشأة تحتاج إلى نفض الغبار عنها لوضع النقاط على الحروف ووضع الحلول العلمية والعملية لتطبيقها على أرض الواقع، لأن التعليم هو أساس نشأة الأجيال لمستقبل واعد.
فقضية التعليم التي كانت وما زالت تتصدر الاهتمامات دائماً بحاجة إلى جهود متكاملة، وحلول جذرية قابلة للتطبيق دون أي إهمال، ولعل الدور الكبير والجهود المتواصلة حالياً من رأس الهرم التعليمي الوزير الطبطبائي، وصولاً إلى المعنيين سيكونان الانطلاقة نحو الهدف في إيجاد حلول واقعية تشمل كل الأمور المتعلقة بتطوير التعليم وإصلاحه، خاصة أن الحكومة التي تعمل ليل نهار على معالجة المثالب في مختلف أجهزتها حريصة أشد الحرص على أن يسلك التعليم المسار الصحيح، لاسيما أنها حرصت على أن يتم رفع تقرير دوري كل 6 أشهر بهذا الشأن، الأمر الذي سيساعد على استمرار المنظومة التعليمية وفق الأطر السليمة التي ستسهم في بناء منظومة متكاملة ستشهد تعليماً أكثر ازدهاراً ومستقبلاً لجيل ناجح وطموح يكون هو عماد المستقبل بعد الترهل في بعض الجوانب التربوية.
والجهود المنصبّة حالياً على معالجة الاختلالات يفترض أن تبدأ بأهم جانب، وهو المناهج وخلق آلية جديدة لتطوير عملية تدريس بوسائل علمية حديثة تتواكب مع أي تطورات من شأنها أن تضع الطلبة نحو الطريق السليم، فهناك بعض المناهج التي أكل عليها الدهر وشرب لا تتواكب مع واقعنا الحالي والتطورات المستمرة التي يجب أن تكون من ضمن أولويات الطلبة للنهوض بهم وتطويرهم وفق أطر علمية، وهذا الأمر لن يتحقق إلا بوجود أشخاص من أصحاب المؤهلات ذوي الخبرة من جيل الشباب الذين لديهم القدرة على أن يضعوا بصماتهم بنجاح دون أي إخفاقات مع عملية رصد ومراقبة لمنع أي تدخلات تهدم الهدف المطلوب، فالعملية التربوية تحتاج أيضاً إلى إعادة غربلة وسائلها التكنولوجية أيضاً التي تعاني ضعفا شديدا في هذا الجانب، فضلاً عن إعادة هيكلة آلية اختيار المعلمين الوافدين عبر اختيار الكفاءات البناءة، فالمعلم هو الأساس في العملية التربوية الناجحة والنهوض بطلبتنا، ولن يتحقق ذلك أيضاً إلا عبر تشكيل لجان رصد ومراقبة مستمرة عبر زيارات مفاجئة للاطلاع على كيفية الشرح والتدريس ومدى قدرة استيعاب الطلبة لهؤلاء المعلمين.
والأمر كذلك منوط بالمسؤولين في المناطق التعليمية الذين يجب أن يكون لهم دور فاعل أكثر في إحياء الأنشطة التي تنعكس فائدتها على الطلبة خاصة التي تؤهلهم لخلق جيل واعٍ ومدرك للمسؤولية في المستقبل وتسهم في اختياراته لما بعد الثانوية، سواء في التوجه لكليات الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب أو الجامعات، فضلاً عن نشر ثقافة التوعية عبر الندوات التثقيفية في العديد من الأمور التي تسهم في تجنبهم العديد من السلبيات التي قد تعترض أمورهم اليومية في ظل الغزو الفكري عبر العديد من الوسائل التكنولوجية وغيرها.
إن الآمال والأنظار تترقب عملية الإصلاح في قطاع التربية وما ستؤول إليه النتائج على طلبتنا بصورة إيجابية.
آخر السطر:
جهود وزير التربية واضحة، وتحتاج إلى دعم كل العاملين معه لتكتمل الصورة وينجح في رؤية الحكومة نحو إصلاح الوزارة.