نفى حزب الله أن تكون الحرب التي خاضها لأكثر من سنة مع إسرائيل، وأدت إلى مقتل العديد من قادته وخسارة جزء لا بأس به من قدراته العسكرية، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار، يقول خبراء إنه لا يصب في مصلحته، قد أدت إلى تراجع دوره السياسي في الداخل اللبناني، مشدداً على أن البند في اتفاق وقف النار الذي يدعوه إلى نزع سلاحه هو خاص بمنطقة جنوب نهر الليطاني فقط، ما يعني أنه متمسك بسلاحه في باقي المناطق اللبنانية، وذلك مع تصاعد الدعوات الداخلية لنزع سلاحه، وتعهد رئيس الجمهورية جوزيف عون بالعمل من أجل أن تحتكر الدولة وحدها السلاح.

وفي كلمة بمناسبة التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الفلسطيني، أكد الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم أنه «لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان (الإسرائيلي) في السياسة​ الداخلية، فالمسار السياسي منفصل عن وضع المقاومة»، مضيفاً أن الحزب ومعه حليفته حركة أمل هما من أوصلا عون إلى الرئاسة، وأنه «لا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته»، وشدد على أن «بعض البهلوانيات في إبراز إبعادنا عن المسرح هي فُقّاعات ستظهر لاحقاً».

Ad

وتعليقاً على الحديث عن أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في نوفمبر، وألزم الحزب بتفكيك بنيته العسكرية في جنوب نهر الليطاني، أي بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل لبنان، بعيداً عن الخط الأزرق الذي يمثل الحدود الفعلية مع إسرائيل، قال قاسم الذي خلف حسن نصرالله القائد التاريخي للحزب، والذي اغتالته إسرائيل خلال الحرب، «اننا خرجنا بحمد الله مرفوعي الرأس والسلاح بأيدي المقاومين».

وأضاف: «أما خطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها فتناقش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادته واستقلاله»، محذراً رعاة وقف إطلاق النار، أي الولايات المتحدة وفرنسا، من «اختبار صبر» الحزب، في حال استمرت تل أبيب في خروقاتها له، وشدد على أن «الاتفاق حصراً هو في جنوب نهر الليطاني».

من ناحية أخرى، هنأ قاسم الفلسطينيين على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً إنه دليل على «ثبات المقاومة التي أخذت ما تريد، ولم يستطع العدو أخذ ما يريد»، وأشاد بإيران والحرس الثوري الإيراني و«فيلق القدس»، معتبراً أنهم عملوا «بكل طاقة وقدموا الشهداء على طريق تحرير فلسطين»، وأن «إيران تُعاقَب منذ عشرات السنين لأنها وجّهت بوصلتها نحو تحرير القدس»، كما أشاد بجماعة أنصار الله الحوثية المتحالفة مع إيران.

من ناحيته، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم، ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وبحسب بيان رئاسي، أبلغ عون الأمين العام، خلال لقائهما في بيروت، أن «استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية، لاسيما لجهة تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية، يناقض كلياً ما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار، ويعتبر استمراراً لانتهاك السيادة اللبنانية وإرادة المجتمع الدولي»، وشدد على تمسك لبنان «بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق، أي بعد 60 يوماً من سريانه في 27 نوفمبر الماضي، في ردّ ضمني على تقارير عن نية تل أبيب تمديد الاتفاق.

من ناحيته، عبر غوتيريش عن «الدعم الكامل والاستعداد لتعبئة المجتمع الدولي بالكامل لتقديم كل أشكال الدعم للبنان، لما نعتقد أنه سيكون تعافيا سريعا لهذا البلد، ليعود مرة أخرى مركزا حيويا للشرق الأوسط».

وعبر أيضاً عن دعم الأمم المتحدة «الكامل» لعون والحكومة المستقبلية برئاسة نواف سلام المكلف تشكيلها، وشدد على أن الأمم المتحدة ستواصل دعم الجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية، وستضع إمكاناتها في سبيل مساعدة الرئيس عون في مسيرته الرئاسية.