اختتم سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أمس، زيارته إلى اسكتلندا، بعد لقاء ملك المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، تشارلز الثالث، التي جاءت بدعوة شخصية من الملك، تتويجاً للاحتفالات المشتركة بمناسبة مرور 125 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث عكست الزيارة عمق تلك العلاقات التاريخية الراسخة.
وتبادل سمو الأمير والملك تشارلز، الإزار الاسكتلندي والبشت المصنوع باستخدام تصميم التارتان الخاص (شراكة 125 عاماً)، الذي يجمع بين مواد النسيج التقليدية والأنماط والألوان والتقنيات من المملكة المتحدة والكويت، وذلك في «دمفريس هاوس» بمقاطعة آيرشاير الاسكتلندية في المملكة المتحدة.
عودة الأمير إلى أرض الوطن
وعاد سمو أمير البلاد، والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن، مساء أمس، قادما من اسكتلندا.
وكان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء، وكبار المسؤولين بالدولة.
ورافق سموه وفد رسمي ضم كلا من وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري، ووزارة الخارجية.
وقد غادر سمو الأمير والوفد الرسمي المرافق لسموه، صباح أمس، اسكتلندا، وكان في وداع سموه على أرض المطار سفير الكويت لدى المملكة المتحدة بدر المنيخ، وسفيرة المملكة لدى الكويت، بليندا لويس، وأعضاء سفارة الكويت بالعاصمة البريطانية لندن.
البيان الختامي
وفي ختام زيارة سمو الأمير إلى المملكة المتحدة، صدر بيان ختامي من وزارة الخارجية ومؤسسة الملك عن الزيارة وتبادل الهدايا، جاء فيه أن صاحب السمو أجرى زيارة إلى اسكتلندا للقاء الملك تشارلز الثالث واختتام الاحتفالات المشتركة رسمياً بين المملكة المتحدة والكويت، بمناسبة مرور 125 عاماً على توقيع الاتفاقية الأنكلو - كويتية عام 1899، والتي أسست العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين الصديقين.
وأضاف البيان أن زيارة سموه شملت جولة في مقر «دمفريس هاوس» التاريخي، الذي يستخدم كمقر لمؤسسة الملك، حيث يتلقى 10000 طالب الحرف التقليدية والمهارات الريفية كل عام.
وأوضح أن الزيارة تضمنت لقاءً رسمياً مع الملك، وتبادل الهدايا - الإزار الاسكتلندي والبشت - وقد اختتم تبادل الهدايا رسمياً سلسلة الاحتفالات التي امتدت لمدة عام للاحتفال بمرور قرن وربع القرن من العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين المملكة المتحدة والكويت، والتي نظمت خلالها حكومتا البلدين العديد من الفعاليات والزيارات والمبادرات التي تعكس تاريخهما المشترك الفريد، وتسعى إلى تعزيز التعاون في المستقبل.
علاقات تاريخية
وفي تعليقه على الزيارة، قال السفير المنيخ: «إن زيارة صاحب السمو إلى دمفريس هاوس تعد تتويجاً لعام كامل من الأنشطة للاحتفال بمرور 125 عاماً من الشراكة الكويتية - البريطانية».
وأضاف: «نحن فخورون جداً بالعلاقات التاريخية بين الكويت والمملكة المتحدة، وحريصون على البناء على عملنا خلال العام الماضي لتنمية العلاقة بشكل أكبر عبر العقود والقرون المقبلة».
وتابع: لقد احتفلنا من خلال العديد من الفعاليات الأكاديمية والثقافية، فضلاً عن توقيع اتفاقية بين الكويت ومؤسسة الملك، والتي أثمرت برنامج تبادل البستنة.
وأردف: «لقد سررنا للغاية بنتائج المجموعة الأولى التي انضمت إلى البرنامج، ونتطلع إلى البناء عليها طوال مدة الاتفاقية، نحن نقدر عمل مؤسسة الملك، ونأمل بمزيد من التعاون في المستقبل».
من جهتها، قالت السفيرة لويس: «إن الصداقة الوثيقة بين العائلة المالكة في المملكة المتحدة والعائلة الحاكمة بالكويت دعمت شراكتنا منذ فترة طويلة، ومن المناسب بالتالي أن نختتم الاحتفالات المشتركة لإحياء ذكرى مرور 125 عاماً على العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع هذا الجمهور وتبادل الهدايا بين رئيسي دولتينا.
وأضافت لويس أن الأشهر الاثني عشر الماضية شكلت فصلاً خاصاً لا يُنسى في التاريخ المشترك للمملكة المتحدة والكويت، مما أدى إلى تطوير الروابط بين شعبينا وتعاوننا عبر مجالات بما في ذلك الثقافة والتجارة والدفاع والأمن - من خلال سلسلة من الزيارات والأحداث والمبادرات.
وتابعت: إنني متحمسة للعديد من الفرص لمواصلة تطوير شراكتنا الفريدة على مدار العام المقبل وما بعده».
برنامج التبادل البستاني
بدورها، قالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الملك، كريستينا مورين: «نحن في مؤسسة الملك نروج للحرف والمهارات التقليدية، لذا يسعدنا عرض هذا العمل من خلال تصميم جديد خاص لقماش التارتان.
وأردفت مورين أنه بعد هذا المشروع، نتطلع إلى مواصلة برنامج التبادل البستاني بين المملكة المتحدة والكويت، حيث يتمكن المشاركون من قضاء الوقت في حدائقنا التاريخية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك دمفريس هاوس وحدائق هايغروف».
سفيرة بريطانيا: بالغ السرور لاختيار الأمير غرس شجرة رمزاً لصداقتنا الدائمة
أعربت السفيرة لويس، أمس، عن بالغ سرورها باختيار سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد شجرة لغرسها في إحدى حدائق بيت دمفريس هاوس بمقاطعة آيرشاير الاسكتلندية، قائلة إن «الشجرة تعتبر رمزاً للصداقة الدائمة والمتنامية مع الكويت».
جاء ذلك في تصريح أدلت به لويس لـ «كونا» وتلفزيون الكويت بمناسبة زيارة سمو أمير البلاد والوفد الرسمي المرافق لسموه صباح أمس الأول إلى مقر مؤسسة الملك في بيت دمفريس هاوس للاطلاع على أنشطته وفعالياته التعليمية.
وقالت السفيرة إن هناك الكثير من المشاريع التعليمية التي بدأها الملك تشارلز الثالث في بيت دمفريس هاوس بمقاطعة آيرشاير الأسكتلندية في المملكة المتحدة.
وأوضحت أن اختيار «دمفريس هاوس» للزيارة هو بسبب توفير هذا البيت فرصاً لتطوير المهارات والحرف التقليدية والتراثية لدى السكان المحليين ومن خارج المملكة المتحدة، وجميع الأنشطة المقامة فيه صديقة للبيئة، مثل إنتاج مستدام للأغذية والمحافظة على الأنواع النادرة من النباتات والفواكه على مساحات شاسعة في اسكتلندا.
وذكرت أن سمو الأمير يدعم هذه الأنشطة بمبادرة من سموه، من خلال تنظيم برامج تعليمية متبادلة بين البلدين، ولذلك يزور سموه «دمفريس هاوس» للاطلاع على المشاريع التي قرأ عنها سموه ويدعمها.