منعت حكومة حركة «طالبان» الأفغانية، الفتيات والنساء من الالتحاق بالجامعات بمختلف أنحاء البلاد وفرضت الأمر تحت تهديد السلاح في بعض الأماكن، مما أثار غضباً داخلياً وموجة إدانات دولية وإسلامية وعربية واسعة لخطوتها التي تمثل ضربة أخرى لحقوق نصف سكان أفغانستان.

وقال وزير التعليم العالي لدى «طالبان»، ندا محمد نديم في بيان ليل الثلاثاء الأربعاء: «طبقاً لقرار مجلس الوزراء، لديكم جميعاً تعليمات بالتنفيذ الفوري للقرار المذكور، لوقف تعليم الفتيات حتى إشعار آخر». وأضاف «تأكدوا من تنفيذ القرار». ولم يهدر المسلحون الكثير من الوقت لضمان الامتثال للمرسوم.

Ad

وذكرت إحدى الطالبات بجامعة كاردان الخاصة، في كابول، أنه يتم السماح للطلاب بالدخول وأنهم صوبوا البنادق نحونا وطلبوا منا أن نعود إلى المنزل».

وأضافت أن «الأمل المتبقي الأخير ضاع» مشيرة إلى أنه يتم إعادة البلاد إلى تسعينيات القرن الماضي وهذا ما كان يخشاه الجميع.

وبتطبيق الخطوة المتشددة لم يعد أمام الأفغانيات إلا تلقي التعليم بالمرحلة الابتدائية، بعد أن تم حظر التعليم الثانوي عليهن منذ سيطرة الحركة المتشددة على السلطة في أغسطس 2021، عقب انسحاب القوات الأميركية من كابول.

في غضون ذلك، حثت الحكومة الباكستانية «طالبان» على التراجع عن قرارها بتنفيذ حظر تعليم الفتيات الجامعي، فيما اعتبرت السعودية أن منع حكومة تصريف الأعمال الأفغانية الفتيات من حق التعليم الجامعي يتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق.

وأعربت قطر عن قلقها البالغ وخيبة أملها من قرار «طالبان»، بتعليق دراسة الفتيات والنساء في جامعات أفغانستان حتى إشعار آخر.

وأكدت وزارة الخارجية القطرية، أن هذه الممارسات السلبية سيكون لها بالغ الأثر على حقوق الإنسان والتنمية والاقتصاد في أفغانستان. وأضافت: «كدولة مسلمة تتمتع فيها المرأة بكل حقوقها وعلى رأسها التعليم، تدعو دولة قطر، الحكومة الأفغانية المؤقتة، إلى مراجعة قرارها بما يتسق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف». وجدد البيان، التزام الدوحة العميق بالعمل مع شركائها الأفغان والشركاء الدوليين، لضمان تمتع جميع فئات الشعب الأفغاني من جميع الأعمار بحقهم في التعليم.

في موازاة ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن عن استياء الولايات المتحدة الشديد من حرمان الفتيات من الحق في التعليم الجامعي.

وأضاف عبر «تويتر»: «تستحق المرأة الأفغانية ما هو أفضل. أفغانستان تستحق ما هو أفضل من ذلك. لقد منيت بلا شك مساعي طالبان المتمثلة في القبول من جانب المجتمع الدولي بانتكاسة». كما أكد «البيت الأبيض» أن الولايات المتحدة على اتصال بالحلفاء حول قرار «طالبان».

وذكرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان أن «الولايات المتحدة تدين قرار طالبان الذي لا يمكن الدفاع عنه بمنع الأفغانيات من تلقي تعليم جامعي».

وأبدى الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش قلقه العميق لقرار «طالبان»، داعياً الحركة الإسلامية المتشدّدة إلى «ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كلّ المستويات». ورأى أن ذلك «لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمّراً على مستقبل البلاد».

وفي برلين، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن حكومة «طالبان» قررت تدمير مستقبل بلدها بحظر التعليم الجامعي على النساء.

وكتبت بيربوك عبر «تويتر»: «ربما تحاول طالبان جعل النساء غير مرئيات، لكن لن تنجح، العالم يراقب». وقالت بيربوك إنها قررت طرح المسألة على جدول أعمال مجموعة السبع التي تتولى ألمانيا حاليا رئاستها الدورية.