وضع مستشارا الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترامب خلافاتهما جانبا، على الأغلب، في حدث رمزي «لتسليم الشعلة»، ركز على قضايا الأمن القومي أمس.
وسلم مستشار بايدن للأمن القومي جيك سوليفان عصا رمزية إلى عضو مجلس النواب مايك والتز، الذي اختاره ترامب للمنصب نفسه، في إحياء لطقوس في واشنطن ينظمها معهد الولايات المتحدة للسلام منذ عام 2001.
وعادة ما يظهر الرجلان في وسائل الإعلام للدفاع عن وجهات النظر المتعارضة للرئيسين بشأن أوكرانيا والشرق الأوسط والصين، وبحث والتز وسوليفان، أمس، عن أرضية مشتركة في حدث يقام خصوصاً لتسليط الضوء على تداول السلطة في الولايات المتحدة، ويقدم الحدث لمحة عامة عما سيحدث الاثنين المقبل، عندما يتم تنصيب ترامب رئيساً.
يأتي هذا الانتقال السلمي للسلطة، وهو السمة المميزة للديموقراطية الأميركية منذ أكثر من قرنين، بعد أربع سنوات من رفض ترامب الاعتراف بهزيمته في انتخابات عام 2020، لكن هذه المرة تواصل الجانبان. وبناء على طلب بايدن، أطلع سوليفان والتز، في حديث خاص، على تفاصيل سياسة الإدارة الحالية على المستوى الدولي، في حين يقول مساعد ترامب دوما إن الفريق الجديد سينتهج مسارا مختلفا تماما عن هذه السياسة.
ويعمل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ومبعوث بايدن بريت ماكجورك، معا هذا الأسبوع، لإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى «حماس». وعندما سئلا عن التحديات الرئيسية التي تواجه الإدارة الجديدة، أشار والتز وسوليفان إلى حرائق الغابات في كاليفورنيا والصين. وذكر سوليفان أيضا اتفاق الرهائن والذكاء الاصطناعي باعتبارهما قضيتين رئيسيتين، فيما تطرق والتز إلى الحدود الأميركية مع المكسيك، وهي المنطقة التي أطاح فيها ترامب بنهج بايدن، لكنه أشاد بإدارة بايدن فيما يتعلق بتعزيز العلاقات بين حلفاء الولايات المتحدة في آسيا.
إلى ذلك، تحمل بيت هيغسيث، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون)، استجوابا شرسا من الديموقراطيين بشأن كل شيء، بداية من قلة خبرته، واتهامات بإفراطه في شرب الكحوليات، إلى معارضته السابقة لمشاركة النساء في القتال، ليخرج سالما بدعم من الجمهوريين في جلسة لتأكيد تعيينه مساء أمس.
وهيغسيث (44 عاماً)، المذيع السابق في فوكس نيوز والعسكري السابق، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع، لكنه تمكن من اجتياز الجلسة التي استمرت 4 ساعات دون ارتكاب أي خطأ كبير من شأنه أن يثير نفور الجمهوريين منه.
وقبل ترشيحه، عارض هيغسيث بشدة تولي النساء الأدوار القتالية، لكنه تراجع عن هذا الموقف في الجلسة، كما انتقد مبادرات التنوع والمساواة والاندماج في الجيش، وفي أحدث كتبه تساءل عما إذا كان أعلى جنرال أميركي حصل على الوظيفة لأنه أسود.
وحين سئل عما إذا كان سيقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون إذا تولى الوزارة، وهو احتمال كانت «رويترز» أول من أورد تقارير بشأنه، رفض هيغسيث استبعاد ذلك قائلا إنه سيجري مراجعة واسعة النطاق.
إلى ذلك، قال مرشّح ترامب لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو أمام لجنة في مجلس الشيوخ خلال جلسة للمصادقة على تعيينه إنّ الصين «غشّت» لكي تصبح قوة عظمى وإنّ النظام الليبرالي الدولي «عفا عليه الزمن».
وروبيو (53 عاما) السناتور حالي عن ولاية فلوريدا، مولود في ميامي لأبوين كوبيّين معروف بمواقفه المعادية لكلّ من الصين وإيران، ودعمه الراسخ لإسرائيل. ووزير الخارجية المقبل مؤيّد شرس لتايوان، وقد فرضت عليه الصين عقوبات بسبب معارضته الحادة لسياسات بكين في منطقتي شينجيانغ وهونغ كونغ.
وإذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينه سيترأس روبيو أكبر شبكة دبلوماسية في العالم (أكثر من 55 ألف موظف) وسيكون أيضا وجه أميركا في الخارج. وستتمثّل مهمة وزير الخارجية المقبل بتنفيذ شعار ترامب «تحقيق السلام عبر القوة» وهو مفهوم قديم من مفاهيم السياسة الواقعية يريد الرئيس المنتخب نفض الغبار عنه.