يحتفي غاليري بيكاسو في القاهرة بتجربة الفنان التشكيلي سمير فؤاد، بتنظيم معرض بعنوان «60 سنة فن»، الذي يضم عدداً من أعماله التي تمثل مراحل مختلفة من حياته ومسيرته الفنية.
ويسلِّط المعرض الضوء على التجربة التشكيلية لفؤاد عبر ستة عقود، حيث قدَّم لوحات تميزت بمزجها الفريد للمدارس الفنية المختلفة. كما يبرز المعرض احتفاء فؤاد برواد تأثر بهم، منهم: محمود سعيد، والتوني، وبيكاسو، وروبننز، وغيرهم. وكانت لوحاته بمنزلة تحية لهؤلاء الرواد الذين أحب تجربتهم التشكيلية وقام بدراستها، وامتزجت تجاربهم بداخله.
شغف فؤاد بالفن التشكيلي وممارسته رغم تخرجه في كلية الهندسة، واستمد مصادره من مجالات متنوعة دفعته ليكون أحد أبرز التشكيليين المعاصرين، وتناول موضوعات متنوعة في مسيرته الفنية، بدءاً من سنة 1965 حتى 2024، في أعمال عكست رؤيته الحداثية في المجالات الثقافية والسياسية بمصر والعالم العربي. ويحظى المعرض بحضور جماهيري واسع، ويستمر حتى نهاية الشهر الجاري.
يُذكر أن الفنان سمير فؤاد يمثل حالة فريدة في الوسط التشكيلي المصري، من خلال تجربته الفنية التي تجاوزت الـ 60 عاماً، لما تضمنته هذه التجربة من رصد دقيق لواقع المجتمع وتغيراته وقراءته لأبعاد الشخصية المصرية بإرهاصاتها المتباينة، ما يعكس مدى الجدية والمثابرة والشغف بالبحث والتأمل، ودراسة تجارب الآخرين، حيث يؤكد أن الانفتاح والتأثر الحقيقي يتأتيان عندما يكون الفنان شغوفاً بفنه، ويدرك ما يحدث في الحياة، ويرى ويطالع ما رسمه الرواد، فلا يوجد فنان يخترع لغة جديدة، لكنه يأخذ من هنا وهناك حتى يضع قدمه بشكل ثابت في الحركة التشكيلية، ويتعامل مع منتجه الفني بصدق، ما يدفع بمتلقيه لمتابعته والإقبال على أعماله.