بسط الجيش السوداني سيطرته الكاملة على مدينة ود مدني، حاضرة ولاية الجزيرة الواقعة بوسط البلاد، وطرد منها عناصر «الدعم السريع»، محققاً بذلك أكبر انتصار استراتيجي له على القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، منذ اندلاع الحرب الأهلية في أبريل 2023.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة وزير الثقافة والإعلام، خالد الإعيسر، أن الجيش «حرر» ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، فيما أفيد بوصول الفريق أول الركن شمس الدين الكباشي (مساعد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان) إلى المدينة الاستراتيجية.

Ad

وكانت قوات «درع السودان» التي تقاتل إلى جانب الجيش، ويقودها القائد المنشق من «الدعم السريع»، أبو عاقلة كيكل، شنّت أمس الأول، هجوماً مباغتاً، استطاعت على أثره استعادة بلدات مهمة في الطريق إلى ود مدني، أهمها بلدة أم القرى.

وواصلت تلك القوات توغلها في العمق صباح أمس، بالسيطرة على بلدات وقرى أخرى، وعبرت جسر «حنتوب» على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق المؤدي إلى قلب عاصمة الجزيرة، وسط احتفالات بين القوات ومواطني المدينة.

ومع تداول فيديوهات تظهر تقدّم الجيش والفصائل المتحالفة بوتيرة أسرع مما كان متوقعاً وسيطرتها على مقر الوحدة العسكرية المسؤولة عن ود مدني، خرجت احتفالات بعدة مناطق بينها بورتسودان التي تتمركز بها حكومة البرهان، إضافة إلى احتفالات بصفوف الجاليات السودانية في مدن عربية أبرزها الرياض والقاهرة، على أمل أن يفتح التقدم الميداني طريقاً نحو استعادة السيطرة الكاملة على كل مناطق البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

وبموازاة تمكّن قوات الجيش من دخول وسط ود مدني، ثاني أكبر مدن البلاد، من عدة محاور بعد اشتباكات محدودة مع عناصر «الدعم السريع» التي سيطرت عليها منذ ديسمبر 2023، وتسببت في تهجير نحو 5 ملايين من سكان الولاية إلى الولايات القريبة، ذكرت أوساط رسمية أن القوات المسلحة والفصائل الشعبية الداعمة لها تزحف باتجاه مصفاة الجيلي النفطية شمال الخرطوم، لاستعادة السيطرة عليها. وتزامن ذلك مع توجه البرهان إلى جمهورية مالي، فى زيارة رسمية.