في حين ناقش اجتماع لوزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إضافة إلى مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، في روما، مستجدات الأوضاع في سورية، شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إبقاء قواتها في سورية لمنع تنظيم داعش من إعادة تشكيل تهديد كبير بعد إطاحة نظام بشار الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة بقيادة «تحرير الشام» على العاصمة دمشق.

وقال أوستن، قبل أيام من مغادرته منصبه، إنه لا تزال هناك حاجة إلى وجود قوات أميركية في سورية، خاصة لضمان أمن معسكرات الاعتقال التي تضم عشرات الآلاف من مقاتلي التنظيم السابقين وأفراد أسرهم.

Ad

وأعرب أوستن في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، ليل الأربعاء ـ الخميس، عن اعتقاده أن «مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سيعودون إلى التيار الرئيسي إذا تركت سورية من دون حماية».

في السياق، زعم قيادي في قوات سورية الديموقراطية (قسد)، التي تعتمد عليها واشنطن بمحاربة التنظيم المتطرف، رفض وفد القوات طلب قائد الإدارة الجديدة زعيم «تحرير الشام»، أحمد الشرع، تسليم كل المعتقلات التي تحوي عناصر «داعش»، ومن ضمنها مخيم الهول الواقع بالحسكة إلى الإدارة الجديدة.

وقال القيادي في «قسد»، التي يهيمن عليها الأكراد، إن «وفداً من قوات سورية الديموقراطية التقى الشرع في دمشق، حيث بحث الطرفان العديد من القضايا منها الحدود مع دول الجوار، فضلاً عن ملف النفط».

وأوضح أن اللقاء بين ممثلي «قسد» والشرع، تم برعاية التحالف الدولي.

وتابع: «حصلنا على ضمانات من التحالف بأن تلتزم قواتنا وتسعى للاندماج مع الإدارة الجديدة وضمن صفوف وزارة الدفاع المزمع تشكيلها، لكن في المقابل لن نقبل تشظّي القوات، بل تكون كتلة واحدة وتحمي بشكل رئيس مناطق شمال وشرق سورية، ذات الأغلبية الكردية».

إلى ذلك، يصل اليوم وزير الخارجية الإيطالي، أنتونيو تاياني، إلى دمشق بعد ترؤسه الاجتماع الأوروبي - الأميركي المشترك في روما بشأن آخر المستجدات عقب سقوط الأسد، حيث سيعلن عن «حزمة أولى من المساعدات للتعاون التنموي» لسورية، الخارجة من نزاع استمرّ أكثر من 13 عاماً.

ميدانياً، أسهمت الوثائق التي تركها النظام السابق في مقار أجهزته الأمنية، بعد سقوطه والهروب العشوائي لقادة تلك الأجهزة، في تداول هذه الوثائق على نطاق واسع بين المواطنين الذين اعتبرها بعضهم أدلة إدانة لتعاون بعض الأشخاص مع أجهزة النظام، واستندوا لها للقيام بعمليات انتقامية، فيما هزَّت جريمة جديدة مدينة جبلة على الساحل السوري، إذ شهدت بلدة عين الشرقية تصفية جماعية لثلاثة أشخاص هم أب وابنه وابن شقيقته، حين كان هؤلاء يعملون في حقلهم، إذ اتهمت تقارير عناصر أجنبية تتبع «تحرير الشام» بارتكاب الواقعة.

وتزامن ذلك مع تصاعد المواجهة بين الفصائل السورية المدعومة من تركيا وقوات «قسد» قرب الشريط الحدودي شمال سورية اليوم، إذ أعلنت القوات الكردية مقتل 63 وجرح 37 من عناصر فصائل «الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا في محيط سد تشرين شمال حلب.

على صعيد آخر، كشفت «يسرائيل هيوم» العبرية عن عقد اجتماع سري محدود بمجلس الوزراء الإسرائيلي، قبل 3 أيام، خصص لمناقشة اليوم التالي في سورية، وانتهى باقتراح عقد مؤتمر دولي لتقسيم سورية إلى كانتونات، مع التركيز على توضيح خطورة تنامي نفوذ تركيا في سورية، المهدد للدولة العبرية والمخاوف بشأن «سلامة وأمن الأقليتين الصديقتين لإسرائيل، الدرزية والكردية».