تعتبر النجفة الرئيسية المتدلية من سقف جامع محمد علي من أبرز معالم المسجد التاريخي الشهير، الواقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، ليس فقط لأنها ثريا كبيرة الحجم وذات تصميم بديع، بل لأنها أيضا خضعت لعملية تجميل استمرت ثلاث سنوات كاملة، حيث بدأت أعمال ترميمها عام 2019 وانتهت أخيرا، لتظهر بحلتها القديمة وبكل بهائها مثلما أضاءت للمرة الأولى مع الانتهاء من إنشاء المسجد قبل 174 سنة!

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أخيرا أن فريق العمل المكون من مرممي المجلس الأعلى للآثار انتهى من أعمال الصيانة والترميم للنجفة الرئيسية لجامع محمد علي. وأوضح الأمين العام للمجلس مصطفى وزيري أن عملية الترميم الجارية بالمسجد تأتي ضمن أعمال الترميم والصيانة التي تشهدها قلعة صلاح الدين الأيوبي عموما، وفي إطار الاهتمام بتطوير وترميم المواقع الأثرية بمختلف عصورها التاريخية.

وذكر رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أسامة طلعت أن أعمال ترميم النجفة استمرت نحو ثلاث سنوات، جرى خلالها إعادة تجميع أجزاء النجفة، إضافة إلى أعمال التنظيف الميكانيكي والمعالجات الكيميائية لكل أجزاء النجفة وصيانة أعمال الكهرباء.
Ad


يشار إلى أن محمد علي باشا حَكم مصر بين عامي 1805 و1848، والجامع الذي يحمل اسمه شيّده بين عامي 1830 و1848، وعُرف بـ«جامع الألباستر»، نظرا لأن جميع حوائط الجامع مغطاة بالألباستر المجلوب من محاجر بني سويف في صعيد مصر، واستمرت أعمال الزخارف حتى عصر عباس حلمي الأول.

ويتكوّن المسجد من بيت الصلاة ومقدم بيت الصلاة، ويمتاز الأول بأنه مغطى بقبةٍ مركزية تتدلى منها الثريا الرئيسية التي جرى ترميمها، وتزن نحو 2000 كيلوغرام، وقطرها 5 أمتار، وحول القبة المركزية قباب صغرى في الأركان وأنصاف القباب حول القبة المركزية، بينما يقع ضريح محمد علي في الركن الجنوبي الغربي من بيت الصلاة. وللمسجد مئذنتان ارتفاع كل واحدة 82 مترا.